علم الإيماء والفراسة
لغة الجسم
كيف تقرأ أفكار الآخرين
ليس المهم ما يقال وإنما ما يفعل عندما يقال ذلك
هل سبق وان أتاك انطباع أن محدثك يخبأ عليك شيئا ودون أن تستطيع أن تؤكد ذلك بالتحديد ؟ ولم تستطع أن تثبت ذلك لأنه لم يكن لديك دلائل تثبت ذلك ولكن في نفس الوقت كان إحساسك قوي انه كان يكذب عليك أو كان يخبأ معلومات لم يفصح عنها ! أننا ويوميا نسبح في كم هائل من المواقف التي تحتم علينا ترجمة هذه اللغة الصامتة للجسم : فالعينين والرأس واليدين والذراعين والساقين وغيرهم أغنياء بالتعبيرات التي تعكس المخاوف ، الفرح ، خيبات الأمل ، احتياجات والخ. فعلى سبيل المثال ، نستطيع أن نتعرف على حركات القلق والتوتر عند الزوج الذي ينتظر في ممر المستشفى خبر ولادة طفله حيث ينظر باستمرار إلى ساعته ويصعب عليه الثبات في مكان ما ! ونستطيع أن نتعرف على طبيعة المحادثة الهاتفية ان كانت رسمية أم لا من خلال وضعية جسد المتحدث وان كانت مستقيمة أم مائلة !
ومن المعروف الآن إن الإنسان لديه القدرة على سماع وبسهولة من 650 إلى 700 كلمة في الدقيقة ! وهناك دراسة آخري بينت أن الإنسان يستطيع ان يتكلم من 150 إلى 160 كلمة في الدقيقة !! وبالتالي فأننا لا نستغرب إن كانت أغلبية الإشارات غير الكلامية لا تستوعب ! بالفعل لأن المستمع يستعمل ثلاثة أرباع وقته في الاستماع والتقييم والتقبل او الرفض لما قيل. وبالتالي، فانه ينصح بان يستعمل بعض من هذا الوقت في الانتباه إلى الرسائل غير اللفظية الدالة على عدم الاهتمام مثل حكة العين أو النظر إلى الساعة والتي تشير إلى ثغرة في عملية التواصل.
الحقيقة المؤكد منها الآن أن عملية التواصل ليست فقط تبادل لفظي بين الأشخاص !! "أننا لا نستطيع أن لا نتواصل". إن هذه الفرضية وضعتها مدرسة فاتزلوفيك والتي تلخص حركة الستينات وموجة التواصل الجديد. وأننا حتى لو نمتنع عن الكلام ، فأننا مع هذا نرسل إشارات جسدية. وحتى فرويد قال "عندما تصمت الشفاه فان الأصابع تتكلم ، إن الشخص يخون نفسه عبر جميع خلاياه".
ويقول سابير في بداية العصر وعالم في الرموز "نحن نتفاعل مع الرموز مثلما لو كانت قانون سري ومعقد وغير مكتوب في اي مكان ولكن معروف من الجميع ويفهمه الجميع".
أكد الكثير من العلماء مثل شارلز داروين والدكتور ادوارد هيس وآلان بيس أن لغة الجسد تحتل نسبة 87% من عملية التواصل البشري , وهذه النسبة تترك القليل القليل للتواصل اللفظي وما حول الكلام. وإذا أخذنا النسب مفصلة أكثر فإن عملية التواصل البشري تحتوي على 7% من نغمة الصوت ، 6% كلمات ، 87% حركات ! وتستند هذه القوانين على ملاحظات كثيرة ومنها ملاحظة الباحث ادوارد هول الذي توصل إلى أن الإنسان يستعمل 700.000 إشارات جسدية مختلفة ، والوجه فقط ينتج منها 250.000 إيماءة ! واليدين وحدهما تستطيع أن تنتج 5000 حركة مختلفة.
إن الإشارات الحركية والإيماءات تلعب دورا كبيرا في الاتصال البشري فتلعب دور التأكيد لصحة الكلام ، أو مكمل له أو مناقض له تماما وهنا يؤخذ بصحة الإشارات الحركية نظرا إلى أن اللسان يكذب ولكن الجسم لا يكذب ! وبالتالي فان الإشارات الحركية تؤثر على مجرى الحديث بأكمله .
وبالتالي أصبح من الضروري أن نصل إلى درجة القدرة على قراءة لغة جسم متحدثينا وترجمة كل ما لم يقال لفظيا وتسرب من قبل العقل الباطن عبر الحركات اللاإرادية والتي تكشف عن النوايا الحقيقية للمتحدث . إضافة إلى أن هذه اللغة الصامتة تكشف عن الكثير من المشاعر بشكل واضح وأكثر بكثير من الكلمات لدرجة انه يصعب على أي قاموس التعبير عن الأفكار التي تعبر عنها لغة الجسم بوضوح.
وفي نفس الوقت، أصبح من الضروري التمرس على هذه الحركات والإشارات غير اللفظية من اجل تجنب تسريب المعلومات الحقيقية في قدر المستطاع إلى الطرف الآخر وخاصة إذا عرفنا أن كل إنسان يستطيع أن يقرأ الإشارات غير اللفظية التي تخرج من الشخص بشكل غير واع ولكنه لا يعلم انه يقرأها لأنه في الحقيقة العقل الباطن هو القادر على ذلك وليس الواعي. وبالتالي ، فانه يتهيأ له بعد نهاية مقابلته مع شخص ما إن "لديه إحساس بأن الطرف الآخر لم يكن صادقا ( أو جادا أو أمينا الخ) عند طرحه للموضوع المعني بالأمر"! فيوعز الأمر إلى حاسته السادسة جاهلا أن عقله الباطن الذكي هو الذي استشف هذه المعلومات من قراءته الصامتة للإشارات غير اللفظية التي سربها جسم الطرف الآخر. وتعتبر المرأة الأكثر ملاحظة من الرجل وذلك لأن الطبيعة ولتها مسئولية تربية أطفالها فاضطرت إلى تطوير مهاراتها في التواصل مع طفلها من خلال حركات جسده. ولهذا نلاحظ انه نادرا يستطيع الرجل أن يكذب على المرأة ولكن من الممكن أن تكذب المرأة على الرجل دون أن يلاحظ ذلك.
إلا أن هذا لا يعني انه لا يمكن التدرب على هذه المهارة الرائعة ومفتاح النجاح في العلاقات الإنسانية والمهنية وخاصة انه انكب الكثير من العلماء على دراسة هذا العلم واستنبطوا الكثير من القوانين التي أصبحت بمتناول يد الجميع . وهذا معناه انه ومنذ السبعينات ، أصبح بإمكاننا أن نتعلم وندرب أجسامنا على كيفية "المواجهة" وكيفية "التحكم بذاتنا"
أهداف البرنامج :
* فهم الذات بشكل أفضل من خلال تفسير الإشارات غير اللفظية النابعة من الذات
* فهم الآخرين بشكل أعمق من خلال مراقبة ردود أفعالهم الجسدية أثناء عملية التواصل
* التواصل الأفضل مع الآخرين باستخدام القنوات غير اللفظية السريعة التأثير والدبلوماسية واللبقة
* تطوير الذات واستعادة الثقة في الذات
* الاستغلال الأفضل لهذا العلم في فهم كل ما يتعلق من الأحداث الجارية في عصر يصعب فيه قول كل ما يعرف
* مساعدة كل فرد من موقعه الوظيفي في تعامله مع الآخرين بحيث يعم التواصل والإنتاج والازدهار المطلوب : في المجال السياسي والاقتصادي والتسويقي والمصرفي والمدرسي والعلاجي والأسري والخ .