علم التنويم الايحائي
ان الانسان مكون من جسد وعقل وروح ومن وعي ولا وعي. والانسان لايحركه فقط شعوره وانما ايضا لا شعوره مثل عملية التنفس وضربات القلب التي يتحكم بها الجهاز العصبي وما نسميه بالعقل الباطن. وقد اثبتت العلوم ان اللا شعور هو اشمل واعم والجدل محتدم بين العقل والشعور بين الوعي واللاوعي وكل طرف من الطرفين يدعي انه المعرفة وسبيلها.
اما اصحاب الفريق الاول فعذرهم المنطق فلا يعرفون الا بلغة الارقام ويخضعون كل معرفة لعقلهم ومنطقهم ولايؤمنون الا بما تدرك حواسهم ويؤيده عملهم فينكرون كل شيئ لا يخضع للبرهان والتجربة. وأما اصحاب الفريق الثاني فهم يؤمنون ان هناك عقل باطن والاوعي وقوته تفوق الوعي بكثير .
من المعروف ومنذ العصور القديمة ان حالة الغشية trance تزيد الانسان علما وتطورا وتشفيه من الأمراض . ان التنويم ليس بالشعوذة وليس بالسحر كما اعتقد ذلك البعض في العصور القديمة ولازال البعض يعتقد ذلك. ان التنويم هو اسلوب خاص للتواصل مع القدرات العظيمة الموجودة داخل العقل الباطن في الانسان من اجل تحريرها واستغلالها للتوصل الى كل شيئ نعتقد انه مستحيل !! ان التنويم يؤثر حتى على كيميائية الجسم وعلى طريقة تفكير العقل وبشكل ايجابي كبير.
وبعض الناس يدخلون في عملية الغشية اسرع من الآخرين والبعض يدخلها ببطئ وقليل جدا لا يدخلها الا اذا قرر ذلك!! وتعتمد سرعة الدخول الى الغشية على مدى تفتح الانسان ومدى قبوله خوض التجربة الجديدة ومدى مرونة فكره.
وعرف العلماء التنويم الايحائي بأنه حالة نفسية يقبل فيها العقل الباطن الايحاءات الموجهة اليه بسهولة ويعمل على تحقيقها بقوة تفوق القوة العادية. ذلك انه في حالة التنويم الايحائي يكون العقل الواعي الذي نعرفه معطلا وهنا تكون الفرصة سانحة لأن يصل الايحاء الى العقل الباطن دون عائق.
وهناك حقائق عن التنويم الايحائي لابد من التعرف عليها :
- التنويم الايحائي لا ينجم عنه اي ضرر او خطر اذا مارسه شخص مدرب وموضع ثقة واخلاق
- لايمكن تنويم اي شخص ايحائيا رغما عن ارادته
- لا ينشأ عن التنويم اية امراض على الاطلاق، بل على العكس فهو علاج للأمراض.
- التنويم ليس صراعا بين ارادة المنوم وبين الشخص المراد تنويمه ، بل هو اتحاد مسبق بين الارادتين لإحداث حالة التنويم. وليس ما يمنع ان تكون ارادة النائم ايحائيا اقوى من ارادة المنوم، وبالتالي لا صحة لما يشاع بأن ارادة النائم ضعيفة ولذلك خضعت امام ارادة المنوم الأقوى منها.
- أكثر الناس قابلية للتنويم هم أصحاء العقول ولا صحة لما يشاع بأن الأشخاص ذوي الارادة الضعيفة هم اكثر قابلية للتنويم من غيرهم. وقد دلت الاختبارات انه لا يمكن تنويم المعتوه .
- من الصعب جدا ان يبوح النائم ايحائيا بأسراره أو بجرم ارتكبه او اي شيئ اخر. فكثيرا ما سأل المنومون المنومين ايحائيا عن جريمتهم ولم يبوحوا بسرهم مطلقا. بل كانوا يرفضون الاجابة على السؤال رفضا باتا او يجيبون بشكل يضلل المنوم.
- ليس صحيحا ان التنويم الايحائي يضعف ارادة الخاضع للتنويم ولايعرضه لاي خطر.
- لايمكن دفع النائم ايحائيا الى ان يعمل ما يتعارض مع مبادئه الثابتة والثابت ان الشخص النائم ايحائيا لا يقوم على وجه العموم بأي عمل مناف للحشمة أو للأخلاق . واذا حدث وان استجاب بعض الاشخاص لهذه الايحاءات فان التحليل النفسي يؤكد ان هؤالاء الاشخاص يميلون الى هذا النوع من الأعمال ويمارسونه فعلا خارج اوقات التنويم الايحائي.