تفسير الاحلام.. ليس تنجيماً او دجلاً ..
رداً على استفسارات الزائرين عن مصداقية تفسير الأحلام.. نود أن نحيطكم علماً أن تفسير الأحلام ليس مبنياً على التكهنات وليس من التنجيم فى شئ، كما أنه غير محرم شرعاً.. والدليل على ذلك ما ورد فى القرآن الكريم فى الآيات التالية:
فى سورة يوسف آية 4، 5 يقول الله تعالى:
{إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين. قال يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين}.
وفى سورة يوسف آية 43، 44 يقول الله تعالى:
{وقال الملك إنى أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات. ياأيها الملأ أفتونى فى رؤياى إن كنتم للرؤيا تعبرون. قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}.هذه رؤيا ملك مصر "الفرعون" وقد جمع حوله أهل العلم فى زمانه ليفسروا له الرؤيا ولكنهم للأسف كانوا جاهلين بعلم التأويل "التفسير" وهكذا نجد أنه لولا تفسير الرؤيا ووجود ذلك المفسر العالم لوقعت كارثة على الشعب المصرى والشعوب القريبة منه.
وفى سورة يوسف الآيات من 45 إلى 49 يقول تعالى:
{وقال الذى نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون. يوسف أيها الصديق أفتنا فى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون. قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلاً مما تأكلون. ثم يأتى من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون ثم يأتى من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون}.
وهكذا فإن وجود المفسر "يوسف عليه السلام" أنقذ مصر وشعبها من مجاعة تمتد لسبع سنين ولا عجب فى ذلك..
يقول الله تعالى عن يوسف فى سورة يوسف فى الآية 37:
{قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما. ذلكما مما علمنى ربى إنى تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون}.
وكذلك ما كان من أمر رؤيا سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام وكلنا يعرفها.
وقد ورد فى صحيحى البخارى ومسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسأل الصحابة بعد صلاة الفجر: من رأى منكم الليلة رؤيا؟..
ولم نقرأ أو نسمع من قال بحرمة تفسير الأحلام اللهم إلا إذا كان الحالم كاذباً أو المفسر جاهلاً.. والقول بتحريم التفسير أمر فيه تجنٍ واعتداء على ما أحله الله.
اختلفت المذاهب والمناهج في تبرير الحلم وتفسيره وطبيعته ومصدره اختلافاً بيناً، كل حسب طريقته ومعلوماته وتقييمه الشخصي
وقد اتسع الخلاف بين كل هذه المذاهب المختلفة وتضاربت الآراء والمذاهب ولم يشبع هذا كله نهم الإنسان في المعرفة عن الحلم ولم تبرر هذه المذاهب كل الظواهر الحلمية التي تعرض للإنسان، حتى جاء الإسلام وهبط الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم فجاءت نظرية كاملة شاملة للحلم أحاطت بكل تفاصيله وجوانبه بداية من تعريفه ومصدره وطبيعته وأنواعه وبدايته ونهايته إلى تفسيره ودوره في حياة الإنسان والتعامل معه.
النظرية الإسلامية.. شاملة
فالحلم في الإسلام نظرية قائمة على العلم الكامل غير منقوصة من مصادر موثقة لا تقبل الشك أو الإنكار وتكاد تكون النظرية الإسلامية في الحلم هي النظرية الوحيدة التي تعني بجميع جزئيات الحلم والمفسرة لكل الظواهر الحلمية التي لا تجد لها مبررا في سواها
فقد أحاطت بالرؤيا الصادقة وهي ما تبرر تحقق أحلام بعض الناس في المستقبل
وفسرت ما يراه النائم من كائنات غير معلومة لم تدركها حواسه ولم تصل إليه في يوم من الأيام.
ولم تهمل حديث النفس وما يحدث المرء به نفسه وأسندتها لاحتياجات الإنسان وخبراته والمنبهات التي تحيط به.
والقرآن الكريم كمصدر للنظرية الإسلامية في الحلم يعبر عن الصحة والصدق في المعلومة والتي تصدر عن خبير عالم بصنعته وخلقه، فهو الذي خلق الإنسان وجعل الحلم من نشاطات روحه، وهو الذي دل على أهمية الحلم في حياة الإنسان وصفات مفسره وغيرها من تفصيلات الحلم وأثره .. إنه الله العلي القدير.
وأكملت السنة النبوية جوانب النظرية وهي كمصدر لا تقل أهمية عن القرآن الكريم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
فإن كان اللفظ بشريًا يكون المعنى من عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ وما كانت السنة في النهاية إلا شرحاً وتفصيلاً لكلام الله تعالى دونما تعارض أو اختلاف.
فشتان بين تلك النظرية في تبريرها وتقسيمها للحلم وبين ما قام به علماء النفس مع اختلاف مذاهبهم من تبريرات وتحليل للحلم.
فإننا نكاد ندرك أن كل جهود هؤلاء العلماء لا تتناول سوى جزء بسيط مما تناولته النظرية الإسلامية في هذا الشأن وأن علماء النفس ركزوا اهتمامهم البالغ وكل أبحاثهم على فرع حديث النفس في الأحلام تاركين معظم الجوانب المهمة في الحلم وهو ما يبرر عدم قدرتهم وتخبطهم في تفسير الظواهر الحلمية التي تعبر عنها جوانب أخرى للحلم.
ومن هذا المنطلق كان هذا القسم .