۩ ۩ °o.O ( ﻋﺻآﺑة ﺂﺣﻟـﮯ ﺑﻧآﭠ ) O.o° ۩ ۩
شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Kilma.net-a3dbac597d
۩ ۩ °o.O ( ﻋﺻآﺑة ﺂﺣﻟـﮯ ﺑﻧآﭠ ) O.o° ۩ ۩
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۩ ۩ °o.O ( ﻋﺻآﺑة ﺂﺣﻟـﮯ ﺑﻧآﭠ ) O.o° ۩ ۩


 
الرئيسيةبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مشمش 2010
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشمش 2010


الجنس الجنس : انثى
عدد المشاركات عدد المشاركات : 453
نقاط نقاط : 589
تميزك في الردود تميزك في الردود : 14
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 03/08/2010
العمر : 41
الموقع الموقع : مصر _ بنى سويف

شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Empty
مُساهمةموضوع: شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت   شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Emptyالخميس 10 مارس 2011, 2:12 pm

شخصيات أسلاميه

العشره المبشرون بالجنه

1-أبو بكر الصديق

2-عمر بن الخطاب

3-عثمان بن عفان

4-على بن أبى طالب

5-عبد الرحمن بن عوف

6-سعد بن أبى وقاص

7-طلحه بن عبيد الله

8-أبو عبيده بن الجراح

9-الزبير بن العوام

10-سعيد بن زيد

سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

اسمه – على الصحيح - :
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي .

كنيته :
أبو بكر

لقبه :
عتيق ، والصدِّيق .
قيل لُقّب بـ " عتيق " لأنه :
= كان جميلاً
= لعتاقة وجهه
= قديم في الخير
= وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت
، فقالت : اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .
وقيل غير ذلك

ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في
تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ،
فقال : إن كان قال فقد صدق !
وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .
ولُقّب بـ " الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال .

وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد
أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك
نبي وصديق وشهيدان .

وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى " الأوّاه " لرأفته

مولده :
ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر

صفته :
كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، ناتئ الجبهة ، وكان يخضب بالحناء والكَتَم .
وكان رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً .

فضائله :
ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه

• فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
قال
ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه
وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله
عنهم . رواه البخاري .

وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي
الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر
آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما
صاحبكم فقد غامر . وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه
ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك
يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثَـمّ أبو
بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم
يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا
كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم
فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم
تاركو لي صاحبي – مرتين - فما أوذي بعدها .

فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه ، واستمر معه
في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة .

• وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال
سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ
يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
قال السهيلي
: ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى
الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي
الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار
فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال :
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .

ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .

ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي
بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من
أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة
بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا
أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر
الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو
كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت
لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر
: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل
يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل
عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .

• ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ماله كله في سبيل الله .
• وهو أول الخلفاء الراشدين

وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : عليكم
بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه
الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه .

واستقر خليفة للمسلمين دون مُنازع ، ولقبه المسلمون بـ " خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

• وخلافته رضي الله عنه منصوص عليها
فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس
في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله
عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال :
مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي
رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ
. قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ -
أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ،
فصلّى .
ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!

وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني
أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا
أبا بكر .

وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ،
فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر
. رواه البخاري ومسلم .

• وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه
قال
عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام
أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .

• وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر الصديق
في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في
رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت
عريان .

وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .

• وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة
قال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال :
فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟
قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك
؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء
أبدا . رواه الترمذي .

• ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال
عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال :
عائشة . قال : قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم .

• ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخـاً له .
روى
البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى
الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده
فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن
يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت
متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا
يبقين في المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .

• ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه
قال
سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ
يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا
ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .
وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين
قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

• وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم
فلما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه
يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك
منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه
البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .

• ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها
قال
عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي
من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب
الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل
الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام
وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من
ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن
تكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

• ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يوم واحد
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .

• ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لما
ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى
إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد
يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض
فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم
وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار
فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في
أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج ، أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ؟!
فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة : مُر أبا
بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن
به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر
فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير
داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ
القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو
بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من
المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له : إنا كنا أجرنا
أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره
وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن
يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن
يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان .
قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه
فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب
أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار
الله . رواه البخاري .

• وكان عليّ رضي الله عنه يعرف لأبي بكر فضله
قال
محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أي الناس
خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟
قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل
من المسلمين . رواه البخاري .

وقال عليّ رضي الله عنه :
كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما
شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ،
وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر
الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا
أنفسهم ) الآية . رواه أحمد وأبو داود .

• ولم يكن هذا الأمر خاص بعلي رضي الله عنه بل كان هذا هو شأن بنِيـه
قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبو بكر مرتين .
وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد
بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .
فهو يفتخر في جّـدِّه ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟
قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا
سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر
: يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى
الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما .
وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهو محمد بن علي بن
الحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي
بن الحسين ، المعروف والمشهور بزين العابدين - فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟
قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه
صديقا من هو خير مني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار
، فمن لم يُسمه صدِّيقا ، فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر
وتولهما ، فما كان من أمـر ففي عنقي .

ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ، فذكروا أبا بكر وعمر
فسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .
وابتركوا : يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً .
وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمكانة
صاحبه في الغار ، ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلة
أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم
قال : لمنزلتهما منه الساعة .

قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله :
ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وَقَـرَ في قلبه .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسأَلُ
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل

• وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام
فقد
كان بيت أبي بكر رضي الله عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في
الاستعداد للهجرة ، وما فعله عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء في نقل
الطعام والأخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار
وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي بكر رضي الله عنه وعنها

قال ابن الجوزي رحمه الله :
أربعة تناسلوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أبو قحافة
وابنه أبو بكر
وابنه عبد الرحمن
وابنه محمد

أعماله :
من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن أعماله قبل الهجرة أنه أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن
أبي رباح ، وعامر بن فهيرة ، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني
المؤمل ، وأم عُبيس .
ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين
فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ، في موقف حرب المرتدين
كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة
في ذات الله
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفى النبي
صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر : يا
أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن
أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم
مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلن
من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا
كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال
عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت
أنه الحق .

لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل : نصر
الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .

وفي عهده فُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق

وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضي الله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن

وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَ بعزل خالد بن الوليد ، وقال : والله
لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه . رواه الإمام
أحمد وغيره .

وفي عهده وقعت وقعة ذي القَصّة ، وعزم على المسير بنفسه حتى أخذ عليّ بن
أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين يا خليفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
أُحد : شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فو الله لئن
فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضى
الجيش .

وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرب بالأنساب .

زهـده :
مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا

عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال :
يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح
فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر
المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر ، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه
أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي الله عنك يا
أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .

ورعـه :
كان
أبو بكر رضي الله عنه ورعاً زاهداً في الدنيا حتى لما تولى الخلافة خرج في
طلب الرزق فردّه عمر واتفقوا على أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما
يقوم به من أعباء الخلافة

قالت عائشة رضي الله عنها : كان
لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً
بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر :
وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني
خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء
كل شيء في بطنه . رواه البخاري .

وفاته :
توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وه ابن ثلاث وستين سنة .

فرضي الله عنه وأرضاه
وجمعنا به في دار كرامته

أعلم بأنني لم أوفِّ أبا بكر حقّـه

[center] أبو بكر الصديق

نسبه

هو
عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عَمْرو بن كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة
بن كعب بن لؤيّ القرشيّ التيميّ. يلتقي مع رسول اللّه في مُرَّة بن كعب.

أبو بكر الصديق بن أبي قُحَافة.

وأمه أم الخير سَلْمَى بنت صخر وهي ابنة عم أبي قحافة.

أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده، وصحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم



أبو بكر العتيق الصديق

لقب عَتِيقاً لعتقه من النار وعن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "أبو بكر عتيق اللّه من النار" فمن يومئذ سمي "عتيقاً".

قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: "إن اللّه تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صدِّيقاً" وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولازم الصدق فلم تقع منه هِنات ولا كذبة في حال من الأحوال.


وعن عائشة أنها قالت: "لما أسري بالنبي صلى اللّه عليه وسلم إلى المسجد
الأقصى أصبح يحدِّث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا به.
فقال أبو بكر: إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبا بكر الصديق".



مواقفه فى بداية الدعوة

ولد
أبو بكر سنة 573 م بعد الفيل بثلاث سنين تقريباً، وكان رضي اللّه عنه
صديقاً لرسول اللّه قبل البعث وهو أصغر منه سناً بثلاث سنوات وكان يكثر
غشيانه في منزله ومحادثته فلما أسلم آزر النبي صلى اللّه عليه وسلم في نصر
دين اللّه تعالى بنفسه وماله.

كان
أبو بكر رضي اللّه عنه من رؤساء قريش في الجاهلية محبباً فيهم مُؤلفاً
لهم، وكان إذا عمل شيئاً صدقته قريش فلما جاء الإسلام سبق إليه، وأسلم من
الصحابة على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان،
والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن
عبيد اللّه

وكان
أعلم العرب بأنساب قريش وما كان فيها من خير وشر. وكان تاجراً ذا ثروة
طائلة، حسن المجالسة، عالماً بتعبير الرؤيا، وقد حرم الخمر على نفسه في
الجاهلية هو وعثمان بن عفان. ولما أسلم جعل يدعو الناس إلى الإسلام

قال
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت
عنده كَبْوَة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر رضي اللّه عنه ما عَلَمَ
عنه حين ذكرته له" أي أنه بادر به.

ودفع
أبو بكر عقبة بن أبي معيط عن رسول اللّه لما خنق رسول اللّه وهو يصلي عند
الكعبة خنقاً شديداً. وقال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ
اللّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}.



أول خطيب فى الاسلام

وقد
أصاب أبا بكر من إيذاء قريش شيء كثير. فمن ذلك أن رسول اللّه صلى اللّه
عليه وسلم لما دخل دار الأرقم ليعبد اللّه ومن معه من أصحابه سراً ألح أبو
بكر رضي اللّه عنه في الظهور،


فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: يا أبا بكر إنا قليل. فلم يزل به حتى خرج
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن معه من الصحابة رضي اللّه عنهم وقام
أبو بكر في الناس خطيباً ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس ودعا إلى
رسول اللّه، فهو أول خطيب دعا إلى اللّه تعالى

فثار
المشركون على أبي بكر رضي اللّه عنه وعلى المسلمين يضربونهم فضربوهم ضرباً
شديداً. ووُطئ أبو بكر بالأرجل وضرب ضرباً شديداً. وصار عُتْبة بن ربيعة
يضرب أبا بكر بنعلين مخصوفتين ويحرفهما إلى وجهه حتى صار لا يعرف أنفه من
وجهه،

فجاءت
بنو تيم يتعادَون فأجْلت المشركين عن أبي بكر إلى أن أدخلوه منزله ولا
يشكُّون في موته، ثم رجعوا فدخلوا المسجد فقالوا: واللّه لئن مات أبو بكر
لنقتلن عتبة، ثم رجعوا إلى أبي بكر وصار والده أبو قحافة وبنو تيم يكلمونه
فلا يجيب حتى آخر النهار،

ثم تكلم وقال: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟

فعذلوه فصار يكرر ذلك

فقالت أمه: واللّه ما لي علم بصاحبك.

فقال: اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه وخرجت إليها وسألتها عن محمد بن عبد اللّه،

فقالت: لا أعرف محمداً ولا أبا بكر ثم قالت: تريدين أن أخرج معك؟

قالت: نعم. فخرجت معها إلى أن جاءت أبا بكر فوجدته صريعاً

فصاحت وقالت: إن قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وإني لأرجو أن ينتقم اللّه منهم،

فقال لها أبو بكر رضي اللّه عنه: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟

فقالت: هذه أمك،

قال: فلا عَيْنَ عليك منها أي أنها لا تفشي سرك.

قالت: سالم هو في دار الأرقم.

فقال: واللّه لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.


قالت أمه: فأمهلناه حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجنا به يتكئ عليَّ
حتى دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فرقَّ له رقة شديدة وأكب عليه
يقبله وأكب عليه المسلمون كذلك


فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ما بي من بأس إلا ما نال الناس من
وجهي، وهذه أمي برة بولدها فعسى اللّه أن يستنقذها من النار، فدعا لها
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ودعاها إلى الإسلام فأسلمت.

ولما
اشتد أذى كفار قريش لم يهاجر أبو بكر إلى الحبشة مع المسلمين بل بقي مع
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تاركاً عياله وأولاده



هجرته مع رسول الله صلى الله عليه و سلم



أقام
مع رسول الله في الغار ثلاثة أيام؛ قال اللّه تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ
إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ
اللّهَ مَعَنَا}.

ولما
كانت الهجرة جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه إلى أبي بكر وهو نائم فأيقظه،
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قد أذن لي في الخروج

قالت عائشة: فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح،

ثم
خرجا حتى دخلا الغار فأقاما فيه ثلاثة أيام. وأن رسول اللّه لولا ثقته
التامة بأبي بكر لما صاحبه في هجرته فاستخلصه لنفسه. وكل من سوى أبي بكر
فارق رسول اللّه، وإن اللّه تعالى سماه "ثاني اثنين".

قال رسول صلى اللّه عليه وسلم لحسان بن ثابت: "هل قلت في أبي بكر شيئاً؟" فقال: نعم.

فقال: "قل وأنا أسمع".

فقال:

وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدوّ به إذ صعَّد الجبلا

وكان حِبِّ رسول اللّه قد علموا * من البرية لم يعدل به رجلاً



فضحك رسول اللّه حتى بدت نواجذه، ثم قال: "صدقت يا حسان هو كما قلت".



جهاده بنفسه و ماله

كان
النبي صلى اللّه عليه وسلم يكرمه ويجله ويثني عليه في وجهه واستخلفه في
الصلاة، وشهد مع رسول اللّه بدراً وأُحداً والخندق وبيعة الرضوان
بالحُدَيبية وخيبر وفتح مكة وحُنَيناً والطائف وتَبوك وحَجة الوداع. ودفع
رسول اللّه رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر وكانت سوداء، وكان فيمن ثبت
معه يوم أُحد وحين ولَّى الناس يوم حنين. وهو من كبار الصحابة الذين حفظوا
القرآن كله.

وأعتق
أبو بكر سبعة ممن كانوا يعذبون في اللّه تعالى وهم: بلال، وعامر بن فهيرة،
وزِنِّيرة، والنَّهديَّة، وابنتها، وجارية بني مؤمّل، وأم عُبيس.

وكان
أبو بكر إذا مُدح قال: "اللّهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم.
اللّهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما
يقولون".

قال
عمر رضي اللّه عنه: أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نتصدق ووافق
ذلك مالاً عندي. فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته، فجئت بنصف مالي.

فقال: ما أبقيت لأهلك؟

قلت: مثله.

وجاء أبو بكر بكل ما عنده.

فقال: يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟

قال: أبقيت لهم اللّه ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبداً.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما نفعني مال أحد قطُّ ما نفعني مال أبي بكر"

فبكى أبو بكر وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول اللّه.

ونزل
فيه وفي عمر: {وَشَاوِرْهم في الأمر} فكان أبو بكر بمنزلة الوزير من رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكان يشاوره في أموره كلها.



مكانته عند رسول الله صلى الله عليه و سلم

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً". رواه البخاري ومسلم.

عن عمرو بن العاص: أن النبي عليه السلام بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ فقال: عائشة.

فقلت: من الرجال؟ فقال: أبوها.

عن
أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : ‏كنت جالسا عند النبي ‏-‏صلى الله عليه
وسلم- ‏‏إذ أقبل ‏‏أبو بكر‏ ‏آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال
النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-: ‏‏أما صاحبكم فقد ‏‏غامر ‏‏

فسلم وقال إني كان بيني وبين ‏‏ابن الخطاب ‏ ‏شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك

فقال يغفر الله لك يا ‏أبا بكر ‏) ثلاثا ،

ثم إن ‏عمر ‏ندم ، فأتى منزل ‏أبي بكر ‏، ‏فسأل أثم ‏أبو بكر ‏) فقالوا لا )

فأتى
إلى النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏فسلم ، فجعل وجه النبي‏ -‏صلى الله
عليه وسلم- ‏‏يتمعر ، حتى أشفق ‏‏أبو بكر ،‏ ‏فجثا ‏‏على ركبتيه فقال يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين )

فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-
‏إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال ‏ أبو بكر‏ ‏صدق ، وواساني بنفسه
وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي ) مرتين فما أوذي بعدها



فضائله رضى الله عنه

وعن أبي هريرة: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر: أنا.

قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا.

قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال أبو بكر: أنا.

قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة"

وعن
أبي هريرة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان على حِرَاء هو وأبو
بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير. فتحركت الصخرة فقال النبي عليه
السلام: "اهدأ فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد" رواه مسلم.

وعن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اقتدوا باللذَين من بعدي أبي بكر وعمر" رواه الترمذي.

وعن ابن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لأبي بكر: "أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار" رواه الترمذي.





ومن فضائله رضي اللّه عنه:

أن
عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من
الليل فيستقي لها ويقوم بأمرها. فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها
فأصلح ما أرادت. فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها فرصده عمر فإذا الذي
يأتيها هو أبو بكر الصديق، وهو خليفة. فقال عمر: أنت هو لعمري.

خلافته

وفي
أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد
وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا
فيها ولم يسع اليها ،

وبعد أن تمت بيعة أبي بكر بيعة عامة، صعد المنبر وقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه:

"أيها
الناس قد وُلِّيت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت
فقوموني، الصدق أمانة، والكَذِب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له
حقه، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء اللّه تعالى، لا يدع أحد
منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم اللّه بالذل، أطيعوني ما أطعت
اللّه ورسوله فإذا عصيت اللّه ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم
رحمكم اللّه".

فيا لها من كلمات جامعة حوت الصراحة والعدل، مع التواضع والفضل، والحث على الجهاد لنصرة الدين، وإعلاء شأن المسلمين.

دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له يا عمر لا حاجة لي في امارتكم فرد

عليه عمر أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك)



جيش أسامة

وجَّه
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ،
فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول
الله فقالوا : يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد
ارتدت العرب حول المدينة ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مشمش 2010
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشمش 2010


الجنس الجنس : انثى
عدد المشاركات عدد المشاركات : 453
نقاط نقاط : 589
تميزك في الردود تميزك في الردود : 14
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 03/08/2010
العمر : 41
الموقع الموقع : مصر _ بنى سويف

شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت   شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Emptyالخميس 10 مارس 2011, 2:13 pm

-عبد الرحمن بن عوف

أحد العشرة المبشرين بالجنة


"يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة " حَبْواً ،
فأقرض الله يُطلق لك قدميك "
حديث شريف ..


عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام.

عرض عليه أبو بكر الإسلام
فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ ، بل سارع الى الرسول -صلى الله عليه وسلم-
يبايعه وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين،
هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى
والثانيـة ، كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها ،
فأصيب يوم أُحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه ، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه.


التجارة

كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال :لقد رأيتني
لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا 0وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف
عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف ، وهذا ما نراه حين آخى
الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار ، فآخى بين عبد
الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع ،فقال سعد لعبد الرحمن :أخي أنا أكثر أهل
المدينة مالا ، فانظر شطر مالي فخذه ، وتحتي امرأتان ، فانظر أيتهما أعجب
لك حتى أطلّقها وتتزوجها 0فقال عبد الرحمن :بارك الله لك في أهلك ومالك ،
دُلوني على السوق ،وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح.


حق الله

كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده ، وإنما لله والمسلمون حقا
فيها ، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول يوما : يا بن عوف إنك من
الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك.
ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا ، فيضاعفـه الله له أضعافـا ،
فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة
وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين ،وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام ،
ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة.
وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأربعمائة دينار لكل من
بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال :
إن مال عبد الرحمن حلال صَفْو ، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة .
وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل :أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف
في ماله ، ثُلث يقرضهم ، وثُلث يقضي عنهم ديونهم ، وثلث يصِلَهم
ويُعطيهم0وخلّف بعده ذهبُ كثير ، ضُرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال.



قافلة الإيمان

في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة
تثير الرمال ، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم
المدينة وترجَّها رجّا ، وسألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- :ما هذا
الذي يحدث في المدينة ؟.

وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له
فَعَجِبَت أم المؤمنين :قافلة تحدث كل هذه الرجّة ؟0فقالوا لها : أجل يا
أم المؤمنين ، إنها سبعمائة راحلة

وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت :أما أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يقول :رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا. ووصلت هذه الكلمات
الى عبد الرحمن بن عوف ، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي -صلى الله
عليه وسلم- أكثر من مرة ، فحثَّ خُطاه الى السيدة عائشة وقال لها :لقد
ذكَّرتني بحديث لم أنسه0ثم قال :أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها
وأقتابها وأحْلاسِها في سبيل الله.
ووزِّعَت حُمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها.


الخوف

وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف ، فقد جيء له
يوما بطعام الإفطار وكان صائما ، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم
قال : استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُـفّـن في بردة إن غطّت رأسه بدت
رجلاه ، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه ، واستشهد حمزة وهو خير مني ، فلم يوجد
له ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة ، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط ،
وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا.

كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى ، وسألوه :ما يبكيك يا
أبا محمد ؟ قال :لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شبع هو وأهل
بيته من خبز الشعير ، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا.
وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا ، فقد قيل :أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه ، ما استطاع أن يميزه من بينهم.


الهروب من السلطة

كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلا : لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض.
وأشار الجميع الى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقال : والله لأن
تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي ، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر ، أحب
إليّ من ذلك 0وفور اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن
بن عوف عن حقه الذي أعطاه إياه عمر ، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين ،
فاختاروه ليكون الحكم بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه- :لقد سمعت رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- يصفَك بأنك أمين في أهل السماء ، وأمين في أهل
الأرض.
فاختار عبد الرحمن بن عوف ( عثمان بن عفان ) للخلافة ، ووافق الجميع على إختياره.


وفاته

في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه -رضي الله عنه- وأرادت أم
المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه ، فعرضت عليه أن يُدفن في
حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر ، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا
الجوار ، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد
الآخر يدفن الى جوار صاحبه0وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع :إني أخاف أن
أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال 0ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق
وجهه وأرْهِفَت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه ، ولعله سمع ما
وعده الرسول -صلى الله عليه وسلم- :عبد الرحمن بن عوف في الجنة.












يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مشمش 2010
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشمش 2010


الجنس الجنس : انثى
عدد المشاركات عدد المشاركات : 453
نقاط نقاط : 589
تميزك في الردود تميزك في الردود : 14
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 03/08/2010
العمر : 41
الموقع الموقع : مصر _ بنى سويف

شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت   شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Emptyالخميس 10 مارس 2011, 2:14 pm

- سعد بن أبى وقاص
** سيرة الصحابي سعد بن ابي وقاص **




*اولا :اسمه ونسبه:

هو سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ,القرشي ,الزهري.

*كنيته:

ابو اسحاق.

*اسلامه:

أسلم قديما على يد ابو بكر الصديق,وهواحد العشرة المبشرين في الجنه ,وهو
اخرهم موتا, وهواحد السته من اصحاب الشورى, وسابع سبعه في الاسلام .
كان رضي الله عنه مستجاب الدعوة, مشهورا من بين الصحابة بذلك بدعوة من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ,قال ..اللهم سدد سهمه واجب دعوته )).
وهو من اخوال النبي صلى الله عليه وسلم , وهو اول من رمى بسهم في سبيل
الله , قال له رسول الله -ارم فداك ابي وامي)), وام سعد هي حمنة بنت سفيان
بن امية بن عبد شمس.

*أوصافه الاخلاقية:

كان سعد رضي الله عنه راجح العقل , بعيد النظر, متين الخلقة, عف اليد
واللسان , بارا باهله , وفيا لأصحابه ,احب قريش للناس, بل احب الناس للناس
و ارفقهم بهم , يتوقى الشبهات ورعا.




*أوصافه الخلقية:

كان سعد رضي الله عنه قصيرا , دحداحا , شئن الاصابع , ذا هامة, أشعرا يخضب با السواد.

ورد انه لما اسلم وعلمت امه باسلامه , غضبت عليه وقالت : لا اكل ولااشرب
حتى ترجع عن هذا الدين الذي اعتنقته, وان أنا مت , فانك تعير بي . فقال يا
اماه ! لا تفعلي : فاني لا ارجع عنه ابدا . فبقيت ثلاثة ايام لا تاكل
ولاتشرب, فلما علمت منه الجد , اكلت وشربت ,,فانزل الله (وان جاهداك على
ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ...)) الايه في سوره لقمان!14-15

*ذكر شئ من فروسيته وشجاعته واقدامه رضي الله عنه:

كان سعد رضي الله احد الفرسان والشجعان من الصحابه المهاجرين القرشيين
اللذين كانو يحرسون النبي عليه الصلاه والسلام ويلازمونه في حضره في سفره .

وقد ورد بسند جيد عن ابن اسحاق .قال : "كان اشد اصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم أربعة: عمر ابن الخطاب وعلي بن ابي طالب والزبير بن العوام وسعد
بن ابي وقاص رضي الله عنهم ".




وروى مسلم في صحيحه عن عائشه رضي الله عنها , قالت: (( لما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينه ارق ذات ليلة ولم ينم, فقال (ليت رجلا صالحا
يحرسني الليلة)). قالت عائشة: فبينما نحن كذلك , اذ سمعنا صوت سلاح , فقال
رسول الله من هذا قال سعد بن ابي وقاص .فقال رسول الله ( ما جاء بك؟)).
قال سعد : تخوفت على رسول الله , فجئت احرسك. فدعا له رسول الله صلى الله
عليه وسلم. فانزل الله تعالى (والله يعصمك من الناس..)) الايه في سورة
المائدة 67...رواه البخاري في "صحيحه".

وروي :"ان سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه هو اول من اراق دما في الاسلام في
ذات الله تعالى , وذلك أن اصحاب رسول الله يتفرقون في شعاب مكه يستخفون
بصلاتهم عن المشركين قبل الهجرة , فبينما سعد في نفر من اصحابه . اذ ظهر
عليهم نفر من المشركين وهم يصلون ,فناكروهم وانتشبت بينهم موقعه ,فضرب رجل
منهم بلحي جمل , فشجه سعد رضي الله عنه ".

وفي معركه بدر ابلى بلاء حسنا ودافع دفاع الراغبين في طلب الشهاده, قال
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" اشتركت انا وسعد بن ابي وقاص وعمار بن
ياسر يوم بدر فيما أصبنا من الغنيمه , فما أجيء انا وعمار بشيء , وجاء سعد
بأسيرين, وكان سعد جاهدا مجاهدا في ذات الله بيده وماله ولسانه ودعائه".




*ذكر وقائع إجابه دعواته رضي الله عنه:

ورد ان سعد قال لرسول الله( يا رسول الله ! ادع الله ان يجعلني مستجاب
الدعوة.فقال : "يا سعد ! اطب مطعمك تكن مسجاب الدعوه")).وقد سبق الذكر ان
الرسول عليه السلام دعا له ((اللهم اجب دعوته , وسدد رميته, وحببه الى
عبادك)).

روي" ان سعد رضي الله عنه سمع رجلا يقع في الزبير بن العوام وفي عثمان بن
عفان وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهم , فقال له: يا هذا ! لا تقع في أصحاب
رسول الله وفي اخواني . ثم انه صلى , ثم قال : اللهم ! سخطا لك ولأوليائك
,فأرني فيه أيه وعبره للناس .
ثم ان الله سلط عليه بختيٌُا, فجعله تحت صدره بينه وبين الارض يدوسه حتى
قتله على مشهد من الناس , فقال الناس : هنيئا لك يا ابا اسحاق ! استجاب
الله لك في هذا المجرم.

((جمعنا الله واياهم في مستقر رحمته ورضوانه)).

,,دعوه صادقه:
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
روي ان اسحاق بن سعد بن ابي وقاص يروي عن ابيه سعد رضي الله عنه , انه قال
: "اجتمعت انا وعبد الله بن جحش يوم احد , فخلونا في ناحيه, فقال عبد الله
بن جحش : يا سعد ! ألا تأتي فندعوا الله تعالى ؟ قال : فبدأ سعد فدعا ,
فقال: يارب اذا لقيت العدو غدا , فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله
فيك ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى اقتله واخذ سلبه . فأمن عبد الله
بن جحش على دعائه.
ثم دعا عبد الله بن جحش رضي الله عنه,فقال : اللهم يا رب ! ارزقني رجلا
شديدا بأسه شديدا حرده اقاتله فيك ويقاتلني , فيقتلني ثم يجدع انفي واذني
. فاذا لقيتك يارب ، قلت فيم جدع انفك واذنك ؟ فاقول: فيك وفي سبيلك
,فتقول : صدقت ...قال سعد : كانت دعوه عبد الله بن جحش خير من دعوتي , لقد
رايته اخر النهار وان انفه واذنه معلقان في خيط جميعا..".


,,ذكر بعض المواقف الحميده لسعد في سبيل الله
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يروى : "أن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما حشد الجيوش
الاسلاميه لغزو العراق وجميع اقاليمه , عزم أن يكون هو بنفسه القائد لهذه
الجيوش لصعوبه مأتاه وأعدائه , لكن عبد الرحمن بن عوف وجماعه من الصحابه
أشاروا عليه ان يختار قائدا غيره ويبقى هو في المدينه . فقال من ترون :
فقال عبد الحمن بن عوف : وجدته . فقال عمر: من هو ز قال عبد الرحمن :
الاسد في براثنه, سعد بن ابي وقاص . فستدعاه عمر . وارسله قائدا لهذه
الجيوش, واوصاه في خاصة نفسه وبمن معه بوصايا حميده.."
توالت على يده الفتوحات في العراق ونفى الاعاجم واستولى على بلاد فارس ,
وكان فتح القادسيه وهي معركه عظيمه على يديه وكذلك فتح جلولاء, وقد تولى
عده ولايات في عهد عمر وعثمان رضي الله عنهما وخاض معارك وصعوبات كثيره
وهي طويله جدا لكنها ممتعه وفيها عبر كثيره وهي موضحه كاملا في الكتب
المطوله ولا استطيع ذكرها الان (مثل كتاب:فصل الخطاب في سيره عمر ابن
الخطاب ,, علي محمد محمد الصلابي ) .

,,ذكر شيء من زهده في الولايات وتخليه عن الدنيا:

لما قتل عثمان رضي الله عنه , ثارت الفتن ودخل على المسلمين الشر من كل
صوب وحدب, اثر سعد بن ابي وقاص الاعتزال .. وعتزل في قصره با العقيق حتى
مات با العقيق..
وقد ورد ان ابنه عمر بن سعد جائه بقصره با العقيق فقال: يا ابتي ! انت
معتزل هنا في غنمك كبوادي الاعراب والناس با المدينه يتقاسمون الملك !
فقال له سعد : اسكت , فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "((ان
الله يحب العبد التقي الغني الخفي)) اخرجه مسلم.
وروي " ان معاويه رضي الله عنه كتب اليه ان انضم الي , فأبى وقال لأهله :
لا تخبروني عما جرى بين الناس حتى يجتمعوا على امام واحد ".

وقد روي ان ابن اخيه هاشم بن عتبه جاءه فقال:"يا عم أنت احق بهذا الامر
(يعني: الخلافه), وها هنا مئه الف سيف كلهم يرون انك احق بهذا الامر. فقال
:اريد سيفا واحد اذا ضرب مؤمنا لم يصنع شيء واذا ضرب كافر قطع ".

,,وفاته:

عن ولده مصعب بن سعد انه قال :"كان رأس ابي في حجري وهو مريض وفي كرب
الموت, قال :فبكيت , فرفع راسه إلي وقال :وقال ما يبكيك ؟ قلت, لما أراه
بك . فقال : لاتبك فإن الله لايعذبني ابدا, واني لمن اهل الجنه". رواه ابن
سعد في "الطبقات"

روي" ان ام سلمه رضي الله عنها لما بلغها موت سعد بكت وقالت: بقيه اصحاب رسول الله".
وروي ايضا "انه اوصى رضي الله عنه ان يكفن في جبه صوف خلقه , وقال :إني
لقيت فيها مشركين في يوم بدر , وقد خباتها لهذا اليوم ". اخرجه الحاكم
والطبراني في " الكبير".

مات سعد سنه خمس وخمسين من الهجره وعمره بضع وسبعين سنه فيما قيل , بقصره
با العقيق وكان يبعد عن المدينه بعشره اميال ثم حمل على اعناق الرجال حت ى
صلي عليه في مسجد رسول الله ,وصلى عليه ازواج النبي صلى الله عليه وسلم.












يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مشمش 2010
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشمش 2010


الجنس الجنس : انثى
عدد المشاركات عدد المشاركات : 453
نقاط نقاط : 589
تميزك في الردود تميزك في الردود : 14
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 03/08/2010
العمر : 41
الموقع الموقع : مصر _ بنى سويف

شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت   شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Emptyالخميس 10 مارس 2011, 2:15 pm

-طلحه بن عبيد الله
طلحة بن عبيد الله
مقدمة هو
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة أبو محمد
القرشي التيمي، ابن عم أبي بكر الصديق رضي الله عنهما؛ من السابقين
الأولين المعذبين على الإسلام وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم بالجنة وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام وأحد الخمسة
الذين أسلموا على يد أبي بكر " واحد الستة أهل الشورى الذين توفي رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وأحد الذين كانوا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم على الجبل فتحرّك بهم...
صفته:
وكان
رضي الله عنه رجلاً آدم، حسن الوجه، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط، ولا
بالسبط، وعن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة قال كان طلحة بن
عبيد الله أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعا هو إلى القصر أقرب، رحب الصدر،
عريض المنكبين، إذا التفت التفت جميعا، ضخم القدمين، حسن الوجه، دقيق
العرنين، إذا مشى أسرع، وكان لا يغير شعره، وأمه الحضرمية، اسمها: الصعبة
بنت عبد الله بن عماد ابن مالك بن ربيعة، وقد أسلمت وهاجرت وعاشت بعد
ابنها قليلا؛ روى الطبري من طريق ابن عباس قال: أسلمت أم أبي بكر، وأم
عثمان، وأم طلحة، وأم عبد الرحمن بن عوف، ويكنى طلحة أبا محمد، ويعرف
بطلحة الخير وطلحة الفياض...
أولاده:
كان
له من الولد محمد وهو السجاد قتل معه يوم الجمل، وعمران، وأمهما حمنة بنت
جحش، وموسى أمه خولة بنت القعقاع، ويعقوب قتل يوم الحرة، وإسماعيل وإسحاق
أمهم أم أبان بنت عتبة بن ربيعة، وزكريا ويوسف وعائشة أمهم أم كلثوم بنت
أبي بكر الصديق، وعيسى ويحيى أمهما سعدى بنت عوم، وأم إسحاق تزوجها الحسن
بن علي، والصعبة أمهما أم ولد و مريم أمها أم ولد و صالح أمه الفريعة.
متى ولد ومتى أسلم:
قال
موسى بن طلحة: كان علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص
وطلحة بن عبيد الله عذار عام واحد يعني: ولدوا في عام واحد، وقيل ولد سنة
28 قبل الهجرة، وعلى فرض صحة الرواية الأولى فالمشهور أن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه أنه ولد سنة 32 من ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، أي قبل
10 سنوات من البعثة، أي سنة 23 قبل الهجرة، والزبير بن العوام رضي الله
عنه ولد سنة 28 قبل الهجرة، وسعد بن أبي وقاص ولد سنة 23 قبل الهجرة ـ كلٌ
على المشهور .
ومن هنا فقد آثرنا أن
نأخذ بالرواية الثانية، والتي لم نجد ما يعضدها في أي من المراجع
التاريخية الأخرى ـ حسب اطلاعنا ـ إلا بعض مما في الرواية الأولى والتي
فيها ما يؤيد وما يناقض؛ ومن هنا كان تاريخ طلحة بن عبيد الله كالآتي:
أنه ولد سنة 28 قبل الهجرة. وأنه أسلم في بدايات الدعوة الإسلامية (أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام).
كل الروايات تشير إلى أنه مات في جمادى الأولى أو رجب سنة 36 هجرية.
تختلف
الروايات التاريخية اختلافا بينا في سنه عند الوفاة إلى الحد الذي جعل ابن
حجر في (فتح الباري) يحصرها بين (58) و (75) سنة، إلا أن الذي ارتأيته
غالبا ومشهورا هو ( 64 ) سنة، ويقوي هذا الرأي ويؤكده تلك الرواية التي
تقول إنه ولد سنة 28 قبل الهجرة.
ومن هنا يكون عمره عند الإسلام على وجه التقريب بين الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين، والله أعلم.



قصة إسلامه عن
إبراهيم بن محمد بن طلحة قال قال لي طلحة بن عبيد الله حضرت سوق بصرى فإذا
راهب في صومعته يقول سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم قال طلحة
قلت نعم أنا فقال هل ظهر أحمد بعد قال قلت ومن أحمد قال بن عبد الله بن
عبد المطلب هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء مخرجه من الحرم
ومهاجره إلى نخل وحرة وسباح فإياك أن تسبق إليه قال طلحة فوقع في قلبي ما
قال فخرجت سريعا حتى قدمت مكة فقلت هل كان من حدث قالوا نعم محمد بن عبد
الله الأمين تنبأ وقد تبعه بن أبي قحافة قال فخرجت حتى دخلت على أبي بكر
فقلت أتبعت هذا الرجل قال نعم فانطلق إليه فادخل عليه فاتبعه فإنه يدعو
إلى الحق فأخبره طلحة بما قال الراهب فخرج أبو بكر بطلحة فدخل به على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأسلم طلحة وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بما قال الراهب فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم أبو بكر
وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدهما في حبل واحد ولم يمنعهما
بنو تيم وكان نوفل بن خويلد يدعى أشد قريش فلذلك سمي أبو بكر وطلحة
القرنين ولم يشهد طلحة بن عبيد الله بدرا وذلك أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان وجهه وسعيد بن زيد يتجسسان خبر العير فانصرفا وقد فرغ رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قتال من لقيه من المشركين فلقياه فيما بين ظلل
وسبالة على المحجبة منصرفا من بدر ولكنه شهد أحدا وغير ذلك من المشاهد مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم أحد حين ولى الناس وبايعه على الموت ورمى مالك بن زهير رسول الله
صلى الله عليه وسلم يومئذ فاتقى طلحة بيده وجه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأصاب خنصره فشلت فقال حس حس حين أصابته الرمية فذكر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لو قال بسم الله لدخل الجنة والناس ينظرون إليه
وضرب طلحة يومئذ في رأسه الصلبة ضربه رجل من المشركين ضربتين ضربة وهو
مقبل وضربة وهو معرض عنه وكان ضرار بن الخطاب الفهري يقول أنا والله ضربته
يومئذ فقال بن عمر وكان طلحة يكنى أبا محمد وأمه الصعبة ابنة عبد الله
الحضرمي وقتل طلحة يوم الجمل قتله مروان بن الحكم وكان له ابن يقال له
محمد وهو الذي يدعى السجاد وبه كان طلحة يكنى قتل مع أبيه طلحة يوم الجمل
وكان طلحة قديم الإسلام
صبره وتحمله:
قال
مسعود بن حراش: بينا أنا أطوف بين الصفا والمروة فإذا أناس كثير يتبعون
أناسا قال: فنظرت فإذا فتى شاب موثق يداه إلى عنقه فقلت: ما شأن هؤلاء؟
فقالو: هذا طلحة بن عبيد الله قد صبأ، وإذا وراءه امرأة تذمره وتسبه، قلت:
من هذه المرأة؟ قالوا: هذه أمه الصعبة بنت الحضرمي قالو: وإن عثمان بن
عبيد الله أخا طلحة قرن طلحة مع أبي بكر ليحبسه عن الصلاة، ويرده عن دينه،
وخرز يده ويد أبي بكر في قد فلم يرعهم إلا وهو يصلي مع أبي بكر..
ولما
أسلم طلحة والزبير آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما بمكة قبل
الهجرة فلما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين طلحة وبين أبي أيوب الأنصاري.
وقيل:
لما قدم المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين كعاب بن مالك
وكان قد آخى بمكة بينه وبين الزبير قبل الهجرة وكان لما آخى بين المهاجرين
والأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام حتى نزلت آية الفرائض " أولو الأرحام
بعضهم أولى ببعض في كتاب الله"...
في سبب عدم شهوده بدر:
كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث قبل أن يخرج إلى بدر طلحة بن عبيد
الله وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار ثم رجعا إلى المدينة
فقدماها يوم الوقعة ببدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما
وأجرهما. وقال الزبير مثله.



طلحة رضي الله عنه يوم أحد لما
كان يوم أحد أبلى فيه طلحة بلاء حسناً وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم
على الموت وحماه من الكفار واتقى عنه النبل بيده حتى شلت إصبعه ووقاه
بنفسه...
عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد ارتجزت بهذا الشعر
نحن حماة غالب ومالك
نذبُّ عن رسولنا المبارك
نضرب عنه اليوم في المعارك
ضرب صفاح الكوم في المبارك

فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال لحسان: "قل في طلحة" فأنشأ حسان وقال:
طلحة يوم الشعب آسى محمدا
على سالك ضاقت عليه وشقت
يقيه بكفيه الرماح وأسلمت
أشاجعه تحت السيوف فشلت
وكان إمام الناس إلا محمدا
أقام رحى الإسلام حتى استقلت

يقي النبي صلى الله عليه وسلم بيده:
عن قيس بن أبي حازم قال رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت
سلف النبي صلى الله عليه وسلم في أربع:
كان
طلحة سلف النبي في أربع كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي
بكر، وكانت أختها أم كلثوم بنت أبي بكر عند طلحة، فولدت له زكريا ويوسف
وعائشة، وكانت عند النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، وكانت حمنة بنت
جحش تحت طلحة بن عبيد الله، فولدت له محمدا، وقُتل يوم الجمل مع أبيه،
وكانت أم حبيبة بنت أبي سفيان تحت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أختها
الرفاعة بنت أبي سفيان تحت طلحة بن عبيد الله، وكانت أم سلمة بنت أبي أمية
تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أختها قريبة بنت أبي أمية تحت
طلحة بن عبيد الله، فولدت له مريم بنت طلحة..
الشهيد الذي يمشي على الأرض:
عَنْ
أَبِي نَضْرَةَ قَالَ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ
إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الصَّلْتِ وَقَدْ تَكَلَّمَ
بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ وَفِي صَالِحِ بْنِ
مُوسَى مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِمَا
كرمه:
وأكرم
العرب في الإسلام طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه، جاء إليه رجل
فسأله برحم بينه وبينه، فقال: هذا حائطي - بستاني - بمكان كذا وكذا وقد
أعطيت فيه مائة ألف درهم يراح إلى المال بالعشية فإن شئت فالمال وإن شئت
فالحائط وقال زياد بن جرير رأيت طلحة بن عبيد الله فرق مائة ألف في مجلس
وأنه ليخيط إزاره بيده..!!
وقال قبيصة بن جابر: صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه.
وعن
الحسن أن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له من عثمان بن عفان بسبع مئة ألف
قال: ثم حمله. فلما جاء بها الرسول قال: إن رجلا يبيت وهذه في بيته لا
يدري ما يطرقه من الله لعزيز بالله قال: فجعل رسوله يختلف في سكك المدينة
يقسمها فما أصبح وعنده منها درهم..
وعن
طلحة بن عبيد الله أنه أتاه مال من حضرموت سبعمائة ألف. قال: فبات ليلته
يتململ فقالت له زوجته: يا أبا محمد مالي أراك منذ الليلة تململ أرابك منا
أمر فنعتبك؟ قال: لا لعمري لنعم زوجة المرء أنت ولكن تفكرت منذ الليلة
فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟ قالت: فأين أنت عن بعض
أخلاقك؟ قال: وما هو؟ قالت: إذا أصبحت دعوت بجفان وقصاع فقسمتها على بيوت
المهاجرين والأنصار على قدر منازلهم قال: فقال له: يرحمك الله إنك ما علمت
موفقة بنت موفق وهي أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم. فلما أصبح
دعا بجفان وقصاع فقسمها بين المهاجرين والأنصار فبعث إلى علي بن أبي طالب
منها بجفنة فقالت له زوجته: أبا محمد أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟
قال: فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقي قال: فكانت صرة نحو من ألف درهم
كان
طلحة بن عبيد الله يغل بالعراق ما بين أربع مئة ألف إلى خمس مئة ألف ويغل
بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقل أو أكثر وبالأعراض له غلات وكان لا يدع
أحدا من بني تميم عائلا إلا كفاه مؤنته ومؤنة عياله وزوج أياماهم وأخدم
عائلهم، وقضى دين غارمهم، ولقد كان يرسل إلى عائشة، إذا جاءت غلته كل سنة
بعشرة آلاف، ولقد قضى على صبيحة التميمي ثلاثين ألف درهم.
ممن قضى نحبه:
عن
عيسى بن طلحة بن عبيد الله قال دخلت على أم المؤمنين وعائشة بنت طلحة وهي
تقول لأمها أسماء أنا خير منك وأبي خير من أبيك قال فجعلت أمها تشتمها
وتقول أنت خير مني فقالت أم المؤمنين عائشة ألا أقضي بينكما قالت بلى قالت
فإن أبا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا
أبا بكر أنت عتيق الله من النار قالت فمن يومئذ سمي عتيقا ولم يكن سمي قبل
ذلك عتيقا قالت ثم دخل طلحة بن عبيد الله فقال أنت يا طلحة ممن قضى نحبه.
قال الحاكم في المستدرك: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه



بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم يُعْلِم النبي صلى الله عليه وسلم بالسهو:
عن
معاوية بن حديج قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسها فسلم في
ركعتين ثم انصرف فقال له رجل يا رسول الله إنك سهوت فسلمت في ركعتين فأمر
بلالا فأقام الصلاة ثم أتم تلك الركعة وسألت الناس عن الرجل الذي قال يا
رسول الله إنك سهوت فقيل لي تعرفه قلت لا إلا أن أراه فمر بي رجل فقلت هو
هذا قالوا هذا طلحة بن عبيد الله هذا حديث بندار قال أبو بكر هذه القصة
غير قصة ذي اليدين لان المعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه سها في هذه
القصة طلحة بن عبيد الله ومخبر النبي صلى الله عليه وسلم في تلك القصة ذو
اليدين والسهو من النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذو اليدين إنما كان في
الظهر أو العصر وفي هذه القصة إنما كان السهو في المغرب لا في الظهر ولا
في العصر وقصة عمران بن حصين قصة الخرباق قصة ثالثة لأن التسليم في خبر
عمران من الركعة الثالثة وفي قصة ذي اليدين من الركعتين وفي خبر عمران دخل
النبي صلى الله عليه وسلم حجرته ثم خرج من الحجرة وفي خبر أبي هريرة قام
النبي صلى الله عليه وسلم إلى خشبة معروضة في المسجد فكل هذه أدلة أن هذه
القصص هي ثلاث قصص سها النبي صلى الله عليه وسلم مرة فسلم من الركعتين
وسها مرة أخرى فسلم في ثلاث ركعات وسها مرة ثالثة فسلم في الركعتين من
المغرب فتكلم في المرات الثلاث ثم أتم صلاته.
يبرك تحت الرسول صلى الله عليه وسلم ليصعد عليه:
عن
عبد الله بن الزبير عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
مصعدين في أحد فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره لينهض على صخرة
فلم يستطع فبرك طلحة بن عبيد الله تحته فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
على ظهره حتى جلس على الصخرة قال الزبير فسمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول أوجب طلحة ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
رضي الله عنه فأتى المهراس وأتاه بماء في درقته فأراد رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن يشرب منه فوجد له ريحا فعافه فغسل به الدم الذي في وجهه وهو
يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
دونكم أخوكم فقد أوجب:
عن
عائشة قالت قال أبو بكر رضي الله عنه لما صرف الناس يوم أحد عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كنت أول من جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال فجعلت
أنظر إلى رجل بين يديه يقاتل عنه ويحميه فجعلت أقول كن طلحة فداك أبي وأمي
مرتين قال ثم نظرت إلى رجل خلفي كأنه طائر فلم أنشب أن أدركني فإذا أبو
عبيدة بن الجراح فدفعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا طلحة بين يديه
صريع فقال صلى الله عليه وسلم دونكم أخوكم فقد أوجب قال وقد رمي في جبهته
ووجنته فأهويت إلى السهم الذي في جبهته لأنزعه فقال لي أبو عبيدة نشدتك
بالله يا أبا بكر إلا تركتني قال فتركته فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه فجعل
ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله بفيه ثم أهويت
إلى السهم الذي في وجنته لأنزعه فقال أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر
إلا تركتني فأخذ السهم بفيه وجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله
عليه وسلم ثم استله وكان طلحة أشد نهكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم أشد منه وكان قد أصاب طلحة بضعة وثلاثون
بين طعنة وضربة ورمية.
أنا لها يا رسول الله:
عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى
النَّاسُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ وَفِيهِمْ
طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَدْرَكَهُمْ الْمُشْرِكُونَ
فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ
مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ
الْأَنْصَارِ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى
قُتِلَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ
فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ
الْأَنْصَارِ أَنَا فَقَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ لَمْ
يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ
فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ
لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الْأَحَدَ
عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ فَقَالَ حَسِّ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتَ
بِسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ثُمَّ
رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ.
بشارته بالشهادة:
عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر
وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اهده فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.



بعض المواقف من حياته مع الصحابة مع عمر رضي الله عنه:
عن
مالك بن أوس بن الحدثان أنه قال أقبلت أقول من يصطرف الدراهم فقال طلحة بن
عبيد الله وهو عند عمر بن الخطاب أرنا ذهبك ثم ائتنا إذا جاء خادمنا نعطك
ورقك فقال عمر بن الخطاب كلا والله لتعطيه ورقه أو لتردن إليه ذهبه فإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الورق بالذهب ربا إلا هاء وهاء والبر
بالبر ربا إلا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء والتمر بالتمر
ربا إلا هاء وهاء
وعن مالك عن نافع أنه
سمع أسلم مولى عمر بن الخطاب يحدث عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب رأى
على طلحة بن عبيد الله ثوبا مصبوغا وهو محرم فقال عمر ما هذا الثوب
المصبوغ يا طلحة فقال طلحة يا أمير المؤمنين إنما هو مدر فقال عمر إنكم
أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس فلو أن رجلا جاهلا رأى هذا الثوب لقال إن
طلحة بن عبيد الله كان يلبس الثياب المصبغة في الإحرام فلا تلبسوا أيها
الرهط شيئا من هذه الثياب المصبغة.
وعن
الشعبي عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه أن عمر رآه كئيبا فقال له ما
لك لعله ساءتك إمرة ابن عمك قال لا وأثنى على أبي بكر ولكني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا فرج الله
عنه كربته وأشرق لونه فما منعني أن أسأله عنها إلا القدرة عليها حتى مات
فقال عمر إني لأعرفها فقال له طلحة وما هي فقال له عمر هل تعلم كلمة هي
أعظم من كلمة أمر بها عمه لا إله إلا الله فقال له طلحة هي والله هي. قال
الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وعن
محمد بن طلحة قال: قال طلحة بن عبيد الله: خرجت مع عمر رضي الله عنه في
بعض أسفاره فإذا براكب على الطريق فقال: ما وراءك قال: أمر جليل
قال: ويحك! ما هو قال: مات خالد بن الوليد
فاسترجع عمر رضي الله عنه استرجاعاً طويلاً
فقلت له: يا أمير المؤمنين:
( أَلا أَرَاكَ بُعِيْدَ المَوْتِ تَنْدُبُني... وَفي حَيَاتيَ ما زَوَّدْتَني زادي )
فقال: يا طلحة لا تؤنبني.
مع كعب بن مالك:
روى
البخاري بسنده عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن
كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين
تخلف عن قصة تبوك قال كعب لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب
أحدا تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش حتى
جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد
بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا
أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط
حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد
غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه
وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا فجلى للمسلمين
أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم كثير <ص1604> ولا يجمعهم كتاب حافظ يريد
الديوان قال كعب فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له ما لم ينزل فيه
وحي الله وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار
والظلال وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه فطفقت اغدو لكي
أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا فأقول في نفسي أنا قادر عليه فلم يزل
يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا فقلت أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم
ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئا ثم غدوت ثم رجعت ولم
أقض شيئا فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن أرتحل فأدركهم
وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله
صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه
النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ولم يذكرني رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب فقال رجل
من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفيه فقال معاذ بن جبل بئس
ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا فسكت رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال كعب بن مالك فلما بلغني أنه توجه قافلا حضرني همي
وطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا واستعنت على ذلك بكل ذي
رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادما زاح
عني الباطل وعرفت أني لن أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح
رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد
فيركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون
إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله فجئته فلما
سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال
لي ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك فقلت بلى إني والله يا رسول الله لو
جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلا
ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله
أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله لا
والله ما كان لي من عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك
فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي والله ما علمناك كنت أذنبت
ذنبا قبل هذا ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بما اعتذر إليه المتخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى
الله عليه وسلم لك فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي
ثم قلت لهم هل لقي هذا معي أحد قالوا نعم رجلان قالا مثل ما قلت فقيل لهما
مثل ما قيل لك فقلت من هما قالوا مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية
الواقفي فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة فمضيت حين
ذكروهما لي ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها
الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي
الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا
وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد
الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي هل حرك
شفتيه <ص1606> برد السلام علي أم لا ثم أصلي قريبا منه فأسارقه
النظر فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا
طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو بن عمي
وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت يا أبا قتادة
أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له
فنشدته فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال
فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام
يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له حتى إذا
جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان فإذا فيه أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك
قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك فقلت لما
قرأتها وهذا أيضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرته بها حتى إذا مضت
أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني
فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت أطلقها
أم ماذا أفعل قال لا بل اعتزلها ولا تقربها وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك فقلت
لامرأتي الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر قال كعب
فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول
الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه قال لا ولكن
لا يقربك قالت إنه والله ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من
أمره ما كان إلى يومه هذا فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه فقلت والله لا
أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ما يقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب فلبثت بعد ذلك عشر
ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
كلامنا فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا
فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض
بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر
قال فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي
مبشرون وركض إلي رجل فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل وكان الصوت
أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوته
إياهما ببشراه والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتلقاني الناس فوجا فوجا يهنونني
بالتوبة يقولون لتهنك توبة الله عليك قال كعب حتى دخلت المسجد فإذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس فقام إلي طلحة بن عبيد الله
يهرول حتى صافحني وهناني والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ولا
أنساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر
عليك منذ ولدتك أمك قال قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لا
بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى
كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله إن
من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك قلت فإني أمسك سهمي
الذي بخيبر فقلت يا رسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق وإن من توبتي أن
لا أحدث إلا صدقا ما لقيت فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله في
صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني
ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبا
وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيت وأنزل الله على رسوله صلى الله عليه
وسلم ] لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار [ إلى قوله ] وكونوا
مع الصادقين [ فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام
أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كذبته
فأهلك كما هلك الذين كذبوا فإن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما
قال لأحد فقال تبارك وتعالى ] سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم [ إلى قوله ]
فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين [ قال كعب وكنا تخلفنا أيها الثلاثة
عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له
فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى
الله فيه فبذلك قال الله ] وعلى الثلاثة الذين خلفوا [ وليس الذي ذكر الله
مما خلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر
إليه فقبل منه.
مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
عن
رفاعة بن إياس الضبي عن أبيه عن جده قال كنا مع علي يوم الجمل فبعث إلى
طلحة بن عبيد الله أن القني فأتاه طلحة فقال نشدتك الله هل سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من ولاه
وعاد من عاداه، قال: نعم، قال: فلم تقاتلني؟ قال: لم أذكر. قال: فانصرف
طلحة. رواه الحاكم.
مع عثمان بن عفان رضي الله عنه:
عن
زيد بن أسلم عن أبيه قال شهدت عثمان رضي الله عنه يوم حوصر في موضع
الجنائز ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل فرأيت عثمان رضي الله عنه
أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل عليه السلام فقال أيها الناس أفيكم
طلحة فسكتوا ثم قال أيها الناس أفيكم طلحة فسكتوا ثم قال يا أيها الناس
أفيكم طلحة فقام طلحة بن عبيد الله فقال له عثمان رضي الله عنه ألا أراك
هاهنا ما كنت أرى أنك تكون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا
تجيبني أنشدك الله يا طلحة تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك قال نعم
فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يا طلحة إنه ليس من نبي إلا ومعه من
أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة وإن عثمان بن عفان رضي الله عنه هذا
يعنيني رفيقي معي في الجنة قال طلحة اللهم نعم ثم انصرف.
مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
دخل
على أبي بكر طلحةُ بن عبيد الله. فقال: استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما
يلقى الناس منه وأنت معه فكيف إذا خلا بهم وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك؟
فقال أبو بكر - وكان مضطجعا - : أجلسوني. فأجلسوه. فقال لطلحة: أبالله
تفرقني أو بالله تخوفني إذا لقيت الله ربي فساءلني قلت: استخلفت على أهلك
خير أهلك.


أثره في الآخرين روى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى بنو
طلحة وقيس بن أبي حازم وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومالك ابن أبي عامر
الأصبحي والأحنف بن قيس..
المعلم والقدوة:
عن
معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن أبيه قال كنا مع طلحة بن عبيد الله
ونحن حرم فأهدي له طير وطلحة راقد فمنا من أكل ومنا من تورع فلما استيقظ
طلحة وفق من أكله وقال أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن
مالك أنه بلغه أن طلحة بن عبيد الله كان يقدم نساءه وصبيانه من المزدلفة
إلى منى وأنه سمع بعض أهل العلم يكره رمي الجمرة حتى يطلع الفجر من يوم
النحر ومن رمى فقد حل له النحر.
وعن
موسى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه قال كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا
فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل مؤخرة الرحل يكون بين
يدي أحدكم ثم لا يضره ما مر بين يديه.
بعض كلماته:
من خطبته يوم البيعة:
وقام طلحة بن عبيد الله وكان من خطباء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد ثم قال:
أما
بعد يا أمير المؤمنين فقد أحكمتك الأمور وعجمتك البلايا واحتنكتك التجارب
وأنت وشأنك وأنت ورأيك لا ننبو في يديك ولا نكل عليك إليك هذا الأمر فمرنا
نطع وادعنا نجب واحملنا نركب ووفدنا نفد وقدنا ننقد فإنك ولي هذا الأمر
وقد بلوت وجربت واختبرت فلم ينكشف شيء من عواقب قضاء الله لك إلا عن خيار
ثم جلس.
وعن طلحة بن عبيد الله قال: لقد أعطي ابن عباس فهما لقنا وعلما وما كنت أرى عمر يقدم عليه أحدا
وقال رضي الله عنه إنا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء لكننا نتصبر.
وقال طلحة بن عبيد الله أقل لِعَيْبِ الرجل لزومه بيته.
وعن طلحة بن عبيد الله قال: ما كان عمر بن الخطاب بأولنا إسلاما ولا أقدمنا هجرة ولكنه كان أزهدنا في الدنيا أرغبنا في الآخرة.
وقال طلحة: الكسوة تظهر النعمة، والدهن يذهب البؤس، والإحسان إلى الخادم يكبت الأعداء.
موقف الوفاة
صحب
طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن صحبته حتى توفي وهو عنه راض
وكذلك أبو بكر وعمر فلما كان قضية عثمان اعتزل عنه فنسبه بعض الناس إلى
تحامل فيه فلهذا لما حضر يوم الجمل واجتمع به علي فوعظه تأخر فوقف في بعض
الصفوف فجاءه سهم غرب فوقع في ركبته وقيل في رقبته والأول اشهر وانتظم
السهم مع ساقه خاصرة الفرس فجمح به حتى كاد يلقيه وجعل يقول إلى عباد الله
فأدركه مولى له فركب وراءه وأدخله البصرة فمات بدار فيها ويقال إنه مات
بالمعركة وإن عليا لما دار بين القتلى رآه فجعل يمسح عن وجهه التراب وقال
رحمة الله عليك أبا محمد يعز علي أن أراك مجدولا تحت نجوم السماء ثم قال
إلى الله أشكو عجزي ويجري والله لوددت أني كنت مت قبل هذا اليوم بعشرين
سنة..













يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مشمش 2010
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشمش 2010


الجنس الجنس : انثى
عدد المشاركات عدد المشاركات : 453
نقاط نقاط : 589
تميزك في الردود تميزك في الردود : 14
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 03/08/2010
العمر : 41
الموقع الموقع : مصر _ بنى سويف

شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت   شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Emptyالخميس 10 مارس 2011, 2:15 pm

- أبو عبيده بن الجراح

أبو عبيدة ابن الجراح

نسبه

أَبُو
عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الجَرَّاحِ
بنِ هِلاَلِ بنِ أُهَيْبِ بنِ ضَبَّةَ بنِ الحَارِثِ بنِ فِهْرِ بنِ
مَالِكِ القُرَشِيُّ، الفِهْرِيُّ، المَكِّيُّ.
يَجْتَمِعُ فِي النَّسَبِ هُوَ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي فِهْرٍ.
شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالجَنَّةِ، وَسَمَّاهُ: أَمِيْنَ الأُمَّةِ.

اسلامه

كان من أول من أسلم
عَنْ يَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ، قَالَ:
انْطَلَقَ
ابْنُ مَظْعُوْنٍ، وَعُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ
عَوْفٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ
الجَرَّاحِ حَتَّى أَتَوْا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ، وَأَنْبَأَهُمْ
بِشَرَائِعِهِ، فَأَسْلَمُوا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ
دُخُوْلِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ
الأَرْقَمِ.

غزوة بدر و أحد

وَقَدْ
شَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بَدْراً، فَقَتَلَ يَوْمَئِذٍ أَبَاهُ، وَأَبْلَى
يَوْمَ أُحُدٍ بَلاَءً حَسَناً، وَنَزَعَ يَوْمَئِذٍ الحَلْقَتَيْنِ
اللَّتَيْنِ دَخَلَتَا مِنَ المِغْفَرِ فِي وَجْنَةِ رَسُوْلِ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ ضَرْبَةٍ أَصَابَتْهُ،
فَانْقَلَعَتْ ثَنِيَّتَاهُ، فَحَسُنَ ثَغْرُهُ بِذَهَابِهِمَا، حَتَّى
قِيْلَ: مَا رُؤِيَ هَتْمٌ قَطُّ أَحْسَنُ مِنْ هَتْمِ أَبِي عُبَيْدَةَ.

غزوة ذات السلاسل

قَالَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ فِي (مَغَازِيْهِ):
كان
عَمْرِو بنِ العَاصِ فى غزوة هِيَ غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلاَسِلِ، مِنْ
مَشَارِفِ الشَّامِ، ، فطلب المدد من رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْتَدَبَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ومجموعة مِنَ
المُهَاجِرِيْنَ، وجعلَ نَبِيُّ اللهِ أَبَا عُبَيْدَةَ.أميراُ عليهم
فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ، قَالَ: أَنَا أَمِيْرُكُم.
فَقَالَ المُهَاجِرُوْنَ: بَلْ أَنْتَ أَمِيْرُ أَصْحَابِكَ، وَأَمِيْرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ.
فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّمَا أَنْتُم مَدَدٌ أُمْدِدْتُ بِكُم.
فَلَمَّا
رَأَى ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، وَكَانَ رَجُلاً حَسَنَ
الخُلُقِ، لَيِّنَ الشِّيْمَةِ، مُتَّبِعاً لأَمْرِ رَسُوْلِ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَهْدِهِ، فَسَلَّمَ الإِمَارَةَ
لِعَمْرٍو.

أمين الأمة

عَنْ أَنَسٍ:أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْناً، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ).
عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ:
أَتَى
النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُسْقُفَا نَجْرَانَ:
العَاقِبُ وَالسَّيِّدُ، فَقَالاَ: ابْعَثْ مَعَنَا أَمِيْناً حَقَّ
أَمِيْنٍ.
فَقَالَ: (لأَبْعَثَنَّ مَعَكُم رَجُلاً أَمِيْناً حَقَّ أَمِيْنٍ).
فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، فَقَالَ: (قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ).
فَأَرْسَلَهُ مَعَهُم.
لَمَّا وصل عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إلى " سَرْغ "َ، قالوا له أَنَّ بِالشَّامِ وَبَاءً شَدِيْداً، فَقَالَ:
إِنْ
أَدْرَكَنِي أَجَلِي، وَأَبُو عُبَيْدَةَ حَيٌّ، اسْتَخْلَفْتُهُ، فَإِنْ
سَأَلَنِي اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ عَلَى أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ؟
قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْناً، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ).
قَالَ: فَأَنْكَرَ القَوْمُ ذَلِكَ، وَقَالُوا: مَا بَالُ عَلْيَاءِ قُرَيْشٍ؟
ثُمَّ
قَالَ: وَإِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ،
أَسْتَخْلِفْ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ، فَإِنْ سَأَلَنِي رَبِّي قُلْتُ:
إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُوْلُ: (إِنَّهُ يُحْشَرُ يَوْمَ القِيَامَةِ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَيُّ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ؟
قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ.
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
كُنْتُ
فِي الجَيْشِ الَّذِيْنَ مَعَ خَالِدٍ، الَّذِيْنَ أَمَدَّ بِهِم أَبَا
عُبَيْدَةَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ دِمَشْقَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَيْهِم
قَالَ لِخَالِدٍ: تَقَدَّمْ، فَصَلِّ، فَأَنْتَ أَحَقُّ بِالإِمَامَةِ؛
لأَنَّكَ جِئْتَ تَمُدُّنِي.
فَقَالَ خَالِدٌ: مَا كُنْتُ لأَتَقَدَّمَ رَجُلاً سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ).

حسن خلقه

عَنِ الحَسَنِ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ لَوْ شِئْتُ لأَخَذْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ خُلُقِهِ، إِلاَّ أَبَا عُبَيْدَةَ).
وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَوْصُوْفاً بِحُسْنِ الخُلُقِ، وَبِالحِلْمِ الزَائِدِ، وَالتَّوَاضُعِ.
قَالَ عُمَرُ لِجُلَسَائِهِ: تَمَنُّوْا.
فَتَمَنَّوْا، فَقَالَ عُمَرُ: لَكِنِّي أَتَمَنَّى بَيْتاً مُمْتَلِئاً رِجَالاً مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ.
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا مِنْ أَصْحَابِي أَحَدٌ إِلاَّ لَوْ شِئْتُ أَخَذْتُ عَليْهِ، إِلاَّ أَبَا عُبَيْدَةَ).
قَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ:
أَخِلاَّئِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ.

زهده و ورعه

دَخَلَ رجل على أبى عبيدة فَوَجَدَهُ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟
قَالَ:
يُبْكِيْنِي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
ذَكَرَ يَوْماً مَا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى المُسْلِمِيْنَ، حَتَّى ذَكَرَ
الشَّامَ، فَقَالَ: (إِنْ نَسَأَ اللهُ فِي أَجَلِكَ، فَحَسْبُكَ مِنَ
الخَدَمِ ثَلاَثَةٌ: خَادِمٌ يَخْدُمُكَ، وَخَادِمٌ يُسَافِرُ مَعَكَ،
وَخَادِمٌ يَخْدمُ أَهْلَكَ، وَحَسْبُكَ مِنَ الدَّوَابِّ ثَلاَثَةٌ:
دَابَّةٌ لِرَحْلِكَ، وَدَابَّةٌ لِثِقَلِكَ، وَدَابَّةٌ لِغُلاَمِكَ).
ثُمَّ
هَا أَنَذَا أَنْظُرُ إِلَى بَيْتِي قَدِ امْتَلأَ رَقِيْقاً، وَإِلَى
مَرْبَطِي قَدِ امْتَلأَ خَيْلاً، فَكَيْفَ أَلْقَى رَسُوْلَ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَهَا؟ وَقَدْ أَوْصَانَا: (إِنَّ أَحَبَّكُم إِلَيَّ، وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي، مَنْ لَقِيَنِي عَلَى مِثْلِ الحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكُمْ عَلَيْهَا).

قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ، فَتَلَقَّاهُ الأُمَرَاءُ وَالعُظَمَاءُ.
فَقَالَ: أَيْنَ أَخِي أَبُو عُبَيْدَةَ؟
قَالُوا: يَأْتِيْكَ الآنَ.
قَالَ: فَجَاءَ عَلَى نَاقَةٍ مَخْطُوْمَةٍ بِحَبْلٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: انْصَرِفُوا عَنَّا.
فَسَارَ
مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرَ فِي
بَيْتِهِ إِلاَّ سَيْفَهُ وَتُرْسَهُ وَرَحْلَهُ.
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَوِ اتَّخَذْتَ مَتَاعاً، أَو شَيْئاً.
فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! إِنَّ هَذَا سَيُبَلِّغُنَا المَقِيْلَ

عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ عُمَرَ حِيْنَ قَدِمَ الشَّامَ، قَالَ لأَبِي عُبَيْدَةَ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى مَنْزِلِكَ.
قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ عِنْدِي؟ مَا تُرِيْدُ إِلاَّ أَنْ تُعَصِّرَ عَيْنَيْكَ عَلَيَّ.
قَالَ:
فَدَخَلَ، فَلَمْ يَرَ شَيْئاً، قَالَ: أَيْنَ مَتَاعُكَ؟ لاَ أَرَى
إِلاَّ لِبْداً وَصَحْفَةً وَشَنّاً، وَأَنْتَ أَمِيْرٌ، أَعِنْدَكَ
طَعَامٌ؟
فَقَامَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى جَوْنَةٍ، فَأَخَذَ مِنْهَا كُسَيْرَاتٍ، فَبَكَى عُمَرُ،
فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ:
قَدْ قُلْتُ لَكَ: إِنَّكَ سَتَعْصِرُ عَيْنَيْكَ عَلَيَّ يَا أَمِيْرَ
المُؤْمِنِيْنَ، يَكْفِيْكَ مَا يُبَلِّغُكَ المَقِيْل.
قَالَ عُمَرُ: غَيَّرَتْنَا الدُّنْيَا كُلَّنَا، غَيْرَكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ.

و
روى أَنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بِأَرْبَعَةِ آلاَفٍ،
أَوْ بِأَرْبَعِ مَائَةِ دِيْنَارٍ، وَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: انْظُرْ مَا
يَصْنَعُ بِهَا.
قَالَ: فَقَسَّمَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مُعَاذٍ بِمِثْلِهَا.
قَالَ:
فَقَسَّمَهَا، إِلاَّ شَيْئاً قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ نَحْتَاجُ
إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَخْبَرَ الرَّسُوْلُ عُمَرَ، قَالَ: الحَمْدُ للهِ
الَّذِي جَعَلَ فِي الإِسْلاَمِ مَنْ يَصْنَعُ هَذَا.
و روى أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ كَانَ يَسِيْرُ فِي العَسْكَرِ، فَيَقُوْلُ:
أَلاَ رُبَّ مُبَيِّضٍ لِثِيَابِهِ، مُدَنِّسٍ لِدِيْنِهِ! أَلاَ رُبَّ
مُكْرِمٍ لِنَفْسِهِ وَهُوَ لَهَا مُهِيْنٌ! بَادِرُوا السَّيِّئَاتِ
القَدِيْمَاتِ بِالحَسَنَاتِ الحَدِيْثَاتِ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ:
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَمَا مِنْكُم مِنْ
أَحْمَرَ وَلاَ أَسْوَدَ يَفْضُلُنِي بِتَقْوَى، إِلاَّ وَدِدْتُ أَنِّي
فِي مِسْلاَخِهِ
و معنى وددت أنى فى مسلاخه : أى أكون مثله

أبو عبيدة فى الشام

كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ بَيْتَ المَالِ.
ثُمَّ وَجَّهَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الشَّامِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ
وفي
أثناء قيادة خالد -رضي الله عنه- معركة اليرموك التي هزمت فيها
الامبراطورية الرومانية توفي أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- ، وتولى
الخلافة بعده عمر -رضي الله عنه- ، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي
عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد
وصل الخطاب الى أبىعبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة ، ثم أخبر خالدا بالأمر ، فسأله خالد : يرحمك الله أباعبيدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟
فأجاب أبوعبيدة :
اني كرهت أن أكسر عليك حربك ، وما سلطان الدنيا نريد ، ولا للدنيا نعمل ،
كلنا في الله أخوة وأصبح أبوعبيدة أمير الأمراء بالشام0
بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ حُصِرَ بِالشَّامِ، وَنَالَ مِنْهُ العَدُوُّ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ مَا نَزَلَ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ شِدَّةٌ، إِلاَّ
جَعَلَ اللهُ بَعْدَهَا فَرَجاً، وَإِنَّهُ لاَ يَغْلِبُ عُسْرٌ
يُسْرَيْنِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا
وَرَابِطُوا}، الآيَةَ

فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ:
أَمَّا
بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ يَقُوْلُ: {أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ
وَلَهْوٌ}، إِلَى قَوْلِهِ: {مَتَاعُ الغُرُوْرِ}
فَخَرَجَ عُمَرُ بِكِتَابِهِ، فَقَرَأَهُ عَلَى المِنْبَرِ، فَقَالَ:
يَا أَهْلَ المَدِيْنَةِ! إِنَّمَا يُعَرِّضُ بِكُم أَبُو عُبَيْدَةَ أَوْ بِي، ارْغَبُوا فِي الجِهَادِ.

وفاته فى طاعون عمواس


روى
أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فِي الطَّاعُوْنِ: إِنَّهُ
قَدْ عَرَضَتْ لِي حَاجَةٌ، وَلاَ غِنَى بِي عَنْكَ فِيْهَا، فَعَجِّلْ
إِلَيَّ.
فَلَمَّا قَرَأَ الكِتَابَ، قَالَ: عَرَفْتُ حَاجَةَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، إِنَّهُ يُرِيْدُ أَنْ يَسْتَبْقِيَ مَنْ لَيْسَ بِبَاقٍ.
فَكَتَبَ:
إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ حَاجَتَكَ، فَحَلِّلْنِي مِنْ عَزِيْمَتك، فَإِنِّي
فِي جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ المُسْلِمِيْنَ، لاَ أَرْغَبُ بِنَفْسِي
عَنْهُم.
فَلَمَّا قَرَأَ عُمَرُ الكِتَابَ، بَكَى، فَقِيْلَ لَهُ: مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ؟
قَالَ: لاَ، وَكَأَنْ قَدْ.
قَالَ: فَتُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَانْكَشَفَ الطَّاعُوْنُ.

عَنْ عِيَاضِ بنِ غُطَيْفٍ، قَالَ:
دَخَلْتُ
عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ فِي مَرَضِهِ، وَامْرَأَتُهُ
تُحَيْفَةُ جَالِسَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَهُوَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى
الجِدَارِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ؟
قَالَتْ: بَاتَ بِأَجْرٍ.
فَقَالَ: إِنِّي -وَاللهِ- مَا بِتُّ بِأَجْرٍ!
فَكَأَنَّ القَوْمَ سَاءهُمْ، فَقَالَ: أَلاَ تَسْأَلُوْنِي عَمَّا قُلْتُ؟
قَالُوا: إِنَّا لَمْ يُعْجِبْنَا مَا قُلْتَ، فَكَيْفَ نَسْأَلُكَ؟
قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (مَنْ
أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيْلِ اللهِ، فَبِسَبْعِ مَائَةٍ،
وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيْضاً، أَوْ مَاز
أَذَىً، فَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا
لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِبَلاَءٍ فِي جَسَدِهِ،
فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ).

وَعَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ وَجَعَ عَمَوَاسَ كَانَ مُعَافَىً مِنْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَأَهْلُهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ نَصِيْبَكَ فِي آلِ أَبِي عُبَيْدَةَ!
قَالَ:
فَخَرَجْتُ بِأَبِي عُبَيْدَةَ، فِي خَنْصَرِهِ بَثْرَةٌ، فَجَعَلَ
يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِشَيْءٍ.
فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ يُبَارِكَ اللهُ فِيْهَا، فَإِنَّهُ إِذَا بَارَكَ فِي القَلِيْلِ، كَانَ كَثِيْراً.
انْطَلَقَ
أَبُو عُبَيْدَةَ مِنَ الجَابِيَةِ إِلَى بَيْتَ المَقْدِسِ لِلصَّلاَةِ،
فَاسْتَخْلَفَ عَلَى النَّاسِ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ.
فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ بِفِحْلٍ، فَتُوُفِّيَ بِهَا بِقُرْبِ بَيْسَانَ.
طَاعُوْنُ عَمَوَاسَ: مَنْسُوْبٌ إِلَى قَرْيَةِ عَمَوَاسَ، وَهِيَ بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَبَيْنَ بَيْتِ المَقْدِسِ.













يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مشمش 2010
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشمش 2010


الجنس الجنس : انثى
عدد المشاركات عدد المشاركات : 453
نقاط نقاط : 589
تميزك في الردود تميزك في الردود : 14
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 03/08/2010
العمر : 41
الموقع الموقع : مصر _ بنى سويف

شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت   شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Emptyالخميس 10 مارس 2011, 2:16 pm

- الزبير بن العوام
الزبير بن العوام

نسبه

الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى
حَوَارِيُّ
رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنُ عَمَّتِهِ
صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأَحَدُ العَشرَةِ المَشْهُوْدِ
لَهُم بِالجَنَّةِ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى، وَأَوَّلُ
مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ- أَسْلَمَ وَهُوَ حَدَثٌ، لَهُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَقَدْ
وَرَدَ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ رَجُلاً طَوِيْلاً، إِذَا رَكِبَ خَطَّتْ
رِجْلاهُ الأَرْضَ، وَكَانَ خَفِيْفَ اللِّحْيَةِ وَالعَارِضَيْنِ.

نشأته

كَانَ عَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدٌ، أترابا، يَعْنِي: وُلِدُوا فِي سَنَةٍ.
وَكَانَتْ أُمُّهُ صَفِيَّةُ تَضْرِبُهُ ضَرْباً شَدِيْداً، وَهُوَ يَتِيْمٌ.
فَقِيْلَ لَهَا: قَتَلْتِهِ، أَهْلَكْتِهِ.
قَالَتْ:
إِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَي يَدِبّ * وَيَجُرَّ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ
وَعَنْ عُمَرَ بنِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَاتَلَ الزُّبَيْرُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ.

ثباته فى الاسلام

هَاجَرَ
الزُّبَيْرُ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَمُّهُ
يُعَلِّقُهُ، وَيُدَخِّنُ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: لاَ أَرْجِعُ إِلَى
الكُفْرِ أَبَداً.
وَهُوَ
مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ، فِيْمَا نَقَلَهُ مُوْسَى بنُ
عُقْبَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَلَمْ يُطَوِّلِ الإِقَامَةَ بِهَا.

أول سيف شهر فى الاسلام

أَسْلَمَ
الزُّبَيْرُ ابْنُ ثَمَانِ سِنِيْنَ، وسمع أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ أُخِذَ
بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ غُلاَمٌ ابْنُ اثْنَتَي
عَشْرَةَ سَنَةً بِيَدِهِ السَّيْفُ، فَمَنْ رَآهُ عَجِبَ، وَقَالَ:
الغُلاَمُ مَعَهُ السَّيْفُ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟).
فَأَخْبَرَهُ، وَقَالَ: أَتَيْتُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي مَنْ أَخَذَكَ.
و فى رواية أخرى : جَاءَ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا لَكَ؟).
قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ.
قَالَ: (فَكُنْتَ صَانعاً مَاذَا؟).
قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ بِهِ مَنْ أَخَذَكَ، فَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ.

رَوَى أَحَادِيْثَ يَسِيْرَةً.
عنَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قُلْتُ
لأَبِي: مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ؟
قَالَ: مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً:
سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).

غزواته فى سبيل الله


قَالَ الزُّبَيْرُ: مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا المُسْلِمُوْنَ، إِلاَّ أَنْ أُقْبِلَ، فَأَلْقَى نَاساً يَعْقِبُوْنَ.
وَعَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ نَجْدَةُ الصَّحَابَةِ: حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ.
و قد روى مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ أن َفِي صَدْرِهِ أَمْثَالُ العُيُوْنِ مِنَ الطَّعْنِ وَالرَّمْي.
عَنْ عُرْوَةَ قَالَ:
كَانَ فِي الزُّبَيْرِ ثَلاَثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ: إِحْدَاهُنَّ فِي
عَاتِقِهِ، إِنْ كُنْتُ لأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيْهَا، ضُرِب ثِنْتَيْنِ
يَوْمَ بَدْرٍ، وَوَاحِدَةً يَوْمَ اليَرْمُوْكِ.

غزوة بدر

كَانَ
يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَارِسَانِ: الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ، عَلَى المَيْمَنَةِ، وَالمِقْدَادُ
بنُ الأَسْوَدِ عَلَى فَرَسٍ، عَلَى المَيْسَرَةِ.
وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ، فَنَزَلَ جِبْرِيْلُ عَلَى سِيْمَاءِ الزُّبَيْرِ.

يوم أحد

قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي! كَانَ أَبُوَاكَ -يَعْنِي: الزُّبَيْرَ، وَأَبَا بَكْرٍ - مِن: {الَّذِيْنَ اسْتَجَابُوا لِلِّهِ وَالرَّسُوْلِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ}
لَمَّا
انْصَرَفَ المُشْرِكُوْنَ مِنْ أُحُدٍ، وَأَصَابَ النَّبِيُّ -صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابَهُ مَا أَصَابَهُمْ، خَافَ أَنْ
يَرْجِعُوا، فَقَالَ: (مَنْ يُنْتَدَبُ لِهَؤُلاَءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قُوَّةً؟).

فَانْتُدِبَ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ فِي سَبْعِيْنَ، فَخَرَجُوا فِي
آثَارِ المُشْرِكِيْنَ، فَسَمِعُوا بِهِم، فَانْصَرَفُوا.
قَالَ تَعَالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ} لَمْ يَلْقَوا عَدُوّاً.

يوم الخندق

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الخَنْدَقِ: (مَنْ يَأْتِيْنَا بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ؟).
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ عَلَى فَرَسٍ، فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ.
ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ.
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ.
ثُمَّ الثَّالِثَةَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ).
و
روى أَنَّ الزبَيْرَ خَرَجَ غَازِياً نَحْوَ مِصْرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ
أَمِيْرُ مِصْرَ: إِنَّ الأَرْضَ قَدْ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُوْنُ، فَلاَ
تَدْخُلْهَا.
فَقَالَ: إِنَّمَا خَرَجْتُ لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُوْنِ، فَدَخَلَهَا فَلَقِيَ طَعْنَةً فِي جَبْهَتِهِ

حوارى رسول الله

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيّاً، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ).
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي، وَحَوَارِيَّ مِنْ أُمَّتِي).
أَخَذَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي، فَقَالَ: (لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ، وَابْنُ عَمَّتِي).

جاراى فى الجنة

عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الجَنَّةِ).

فضائله

أَوْصَى
إِلَى الزُّبَيْرِ سَبْعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: عُثْمَانُ،
وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى
الوَرَثَةِ مِنْ مَالِهِ، وَيَحْفَظُ أَمْوَالَهُمْ
وقد
كَانَ لِلزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام أَلفُ مَمْلُوْكٍ يُؤَدُّوْنَ إِلَيْهِ
الخَرَاجَ، فَلاَ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْ خَرَاجِهِمْ شَيْئاً. بَلْ
يَتَصَدَّقُ بِهَا كُلِّهَا.
قَالَ
جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: بَاعَ الزُّبَيْرُ دَاراً لَهُ بِسِتِّ
مَائَةِ أَلفٍ، فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! غُبِنْتَ.
قَالَ: كَلاَّ، هِيَ فِي سَبِيْلِ اللهِ.

الشورى

عندما طُعن عمر بن الخطاب و أراد أن يستخلف
قَالَ عُمَرُ:
إِنَّهُمْ يَقُوْلُوْنَ: اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ
فَالأَمْرُ فِي هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ الَّذِيْنَ فَارَقَهُمْ رَسُوْلُ
اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، ثُمَّ
سَمَّاهُمْ.
و منهم الزبير بن العوام

أَصَابَ
عُثْمَانَ رُعَافٌ سَنَةَ الرُّعَافِ، حَتَّى تَخَلَّفَ عَنِ الحَجِّ،
وَأَوْصَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ:
اسْتَخْلِفْ.
قَالَ: وَقَالُوْهُ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ الرجل.
فَقَالَ عُثْمَانُ: قَالُوا: الزُّبَيْرَ؟
قَالُوا: نَعْم.
قَالَ:
أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ كَانَ لأَخْيَرَهُمْ مَا
عَلِمْتُ، وَأَحَبَّهُم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-.
قَالَ عُمَرُ:
لَوْ عَهِدْتَ أَوْ تَرَكْتَ تَرِكَةً كَانَ أَحَبُّهُمْ إِليَّ الزُّبَيْرُ، إِنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الدِّيْنِ.

الزبير و الفتنة

بعد
استشهاد عثمان بن عفان خرج الزبير و طلحة الى البصرة للأخذ بثأر عثمان ،
وكانت ( موقعة الجمل ) عام 36 هجري طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق
الآخر
عَنْ مُطَرِّفٍ، قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا جَاءَ بِكُمْ، ضَيَّعْتُمُ الخَلِيْفَةَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُوْنَ بِدَمِهِ؟
قَالَ: إِنَّا قَرَأْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيْبَنَّ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} لَمْ نَكُنْ نَحْسِبُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ.
قَالَ
عَلِيٌّ: حَارَبَنِي خَمْسَةٌ: أَطْوَعُ النَّاسِ فِي النَّاسِ:
عَائِشَةُ، وَأَشْجَعُ النَّاسِ: الزُّبَيْرُ، وَأَمْكَرُ النَّاسِ:
طَلْحَةُ، لَمْ يُدْرِكْهُ مَكْرٌ قَطُّ، وَأَعْطَى النَّاسِ: يَعْلَى بنُ
مُنْيَةَ، وَأَعَبَدُ النَّاسِ: مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، كَانَ مَحْمُوداً
حَتَّى اسْتَزَلَّهُ أَبُوْهُ.

موقعة الجمل

عَنْ أَبِي جَرْوٍ المَازِنِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ حِيْنَ تَوَاقَفَا، فَقَالَ عَلِيٌّ:
يَا زُبَيْرُ! أَنْشُدُكَ اللهَ، أَسَمِعْتَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّكَ تُقَاتِلُنِي وَأَنْتَ لِي ظَالِمٌ).
قَالَ: نَعَمْ، وَلَمْ أَذْكُرْهُ إِلاَّ فِي مَوْقِفِي هَذَا، ثُمَّ انْصَرَفَ.
فانْصَرَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ عَنْ عَلِيٍّ، فَلَقِيَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: جُبْناً جُبْناً!
قَالَ:
قَدْ عَلِمَ النَّاسُ أَنِّي لَسْتُ بِجَبَانٍ، وَلَكِنْ ذَكَّرَنِي
عَلِيٌّ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فَحَلَفْتُ أَنْ لاَ أُقَاتِلَهُ

الشهادة

لمّا
كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله
فَوَقَعَ، وَدُفِنَ بِوَادِي السِّبَاعِ، وَجَلَسَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ- يَبْكِي عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ.
عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ:
اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوْزٍ عَلَى عَلِيٍّ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ:
بَشَّرْ قَاتِلَ ابْنَ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ).
جِيْءَ بِرَأَسِ الزُّبَيْرِ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ عَلِيٌّ:
تَبَوَّأْ
يَا أَعْرَابِيُّ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ، حَدَّثَنِي رَسُوْلُ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ فِي
النَّارِ.
وصيته

عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:
لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ، دَعَانِي.
فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ:
يَا
بُنَيَّ! إِنَّهُ لاَ يُقْتَلُ اليَوْمَ إِلاَّ ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُوْمٌ،
وَإِنِّي لاَ أُرَانِي إِلاَّ سَأُقْتَلُ اليَوْمَ مَظْلُوْماً، وَإِنَّ
مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي، أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ
مَالِنَا شَيْئاً؟
يَا
بُنَيَّ! بِعْ مَا لَنَا، فَاقْضِ دَيْنِي، فَأُوْصِي بِالثُّلُثِ،
وَثُلُثِ الثُّلُثِ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا
بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ، فَثُلُثٌ لِوَلَدِكَ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَجَعَلَ يُوصِيْنِي بِدَيْنِهِ، وَيَقُوْلُ: يَا بُنَيَّ! إِنْ عَجِزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَاسْتَعِنْ بِمَوْلاَيَ.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا دَرَيْتُ مَا عَنَى حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَةِ، مَنْ مَوْلاَكَ؟
قَالَ: اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ، إِلاَّ قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ، فَيَقْضِيَهُ.
ي
تبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مشمش 2010
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشرفة في عصابة أحلى البنات
مشمش 2010


الجنس الجنس : انثى
عدد المشاركات عدد المشاركات : 453
نقاط نقاط : 589
تميزك في الردود تميزك في الردود : 14
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 03/08/2010
العمر : 41
الموقع الموقع : مصر _ بنى سويف

شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت   شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Emptyالخميس 10 مارس 2011, 2:17 pm

- سعيد بن زيد
سعيد بن زيد رضي الله عنه






نسبه
[b]هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبدالعزى بن العدوي، أمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية.. كانت من السابقين إلى الإسلام.
فضائله:
1-
كان سعيد من أوائل من أسلم.. فقد أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه و
سلم دار الأرقم وهاجر وشهد أحدا والمشاهد بعدها.. ولم يكن بالمدينة زمان
بدر، فلذلك لم يشهدها.. ومع ذلك فقد ضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم
بسهمه يوم بدر.. حيث كان بالشام.
2-
وكان إسلامه قبل عمر وأسلم عمر في بيته.. فسعيد زوج فاطمة أخت عمر. يقول
أبونعيم في الحلية: رغب عن الولاية وتشمر في الرعاية ! قمع نفسه وأخفى عن
المنافسة في الدنيا شخصه ! وبلغة العصر نقول: هو جندي مجهول ! ومع هذا فقد
كان أبوه "عمرو بن نفيل" ممن اعتزلوا الأصنام قبل أن يبعث النبي صلى الله
عليه و سلم.
لقد
أعلنها صريحة مدوية في قريش: يامعشر قريش: "ما منكم اليوم أحد غيري على
دين إبراهيم". قال لصاحب له اسمه عامر: "إنني انتظر نبيا من إسماعيل يبعث
ولا أراني أدركه وأنا أؤمن به وأصدقه، وأشهد أنه نبي، فإن طالت بك مدة
فرأيته فأقرئه مني السلام". وقد وافاه الأجل وقريش تبني الكعبة من جديد
قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم.
ذلكم
هو والد سعيد.. ذلك الذي ترك لقريش أصنامها وخمرها ولهوها وراح يعبد الله
على دين إبراهيم.. ويكفي أن نذكر لك أنه كان يحول دون وأد البنات فإذا رأى
من يريد أن يقتل ابنته قال له: {لا تقتلها وأنا أكفيك مئونتها} فيأخذها ويرعاها حتى تكبر وعندئذ يقول لأبيها { أن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مئونتها } رواه البخاري.
ولقد جاء في أسباب النزول ما أخرجه الواحد وأبو الفرج أن الآية الشريفة من سورة الزمر التي تقول: ((والذين
اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد. الذين
يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا
الألباب)) [سورة الزمر أية 17 – 18].
3- نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يوحدون الله عز وجل وهم:
1- زيد بن عمرو بن نفيل
2- وأبو ذر الغفاري
3- وسلمان الفارسي أولئك الذين هداهم الله بغير كتاب ولا نبي !
هذا
هو والد سعيد.. عرف ربه وملآ الإيمان قلبه.. فإذا شابه سعيد أباه وهداه
الله.. وامتدت إلى النبي يداه وبشره النبي صلى الله عليه و سلم بالجنة فهل
يكون ذلك عجيبا؟
لقد
كان سعيد من أوائل من أسلموا يوم أن كان المسلمون يختفون في دار الأرقم بن
أبي الأرقم.. أن الكثير من الناس لا يعرفون أنه زوج أخت عمر بن الخطاب..
وأن عمر ابن عم أبيه.. وأن سعيداً وزوجته كانا السبب المباشر في إسلام
عمر.
ولم يكن ممن يخاف في الله لومة لائم وكان مجاب الدعوة سبق إلى الإسلام قبل عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما.
فكيف تم إسلام عمر على يديه؟
وكيف تسرب نور الإسلام منه إليه؟
أليس من حق سعيد علينا أن نتذكر مواقفه؟
وكيف لا وقد كان بيته منارة هادية؟
4- ولكونه أهلا للثقة وقع اختيار الرسول صلى الله عليه و سلم عليه ليقوم بمهمة حربية تتعلق بأمن الجيش الإسلامي وسلامته !!
·
لقد أرسله النبي صلى الله عليه و سلم للتجسس على قريش في طريق الشام، لأن
الرسول صلى الله عليه و سلم كان يخطط لغزوة بدر وهو لا يريد أن يتخذ
القرار إلا بعد أن تتضح لديه الرؤية كاملة..
·
أن غزوة بدر من الغزوات المصيرية باعتبارها أول لقاء بين الكفر والإيمان !
والرسول لا يريد أن يؤخذ على غرة فيحدث له ولجيشه – لا قدر الله – ما
لاتحمد عقباه !
·
ويكون رفيق سعيد في تلك المهمة أخوه في الله "طلحة بين عبيد الله" وتدور
المعركة في غيابهما.. ويتم النصر.. ويعتبرهما النبي حاضرين في المعركة..
·
ألم يقوما بمهمة عظيمة بما كان يبعثان به من أخبار أفادت جيش المسلمين
وعجلت لهم النصر؟ صحيح أنه لم يظهر في الصورة ولم تسلط عليه الاضواء بل
كان دائما بعيدا عن الأضواء ! فهكذا أراد لنفسه، وهكذا شاء ! وصدق الحافظ
أبونعيم حيث يقول عنه في الحلية: {قمع نفسه وأخفى عن المنافسة في الدنيا شخصه}.
5-
لكن الرسول صلى الله عليه و سلم عرف له قدره فبشره مع العشرة المبشرين
بالجنة.. ويصبح سعيد من الخالدين ! كان للولاية قاليا (كارها) وفي مراتب
الدنيا وانيا (زاهدا لايسعى إليها ولا يطلبها) نعم فمكانه في حياة الرسول
صلى الله عليه و سلم كان دائما خلفه في السلم وأمامه في حروبه كلها بدءا
من غزوة أحد.
6-
لم يفكر يوما في ولاية أو رئاسة كل همه أن يكون في ميادين القتال ولعلك
تعجب أنه عندما وقع عليه الاختيار ليتولى منصبا من مناصب الدولة طلب أن
يحمل المسئولية غيره ليتفرغ للقتال فذلك ميدانه. لقد رفض أن يكون واليا
لدمشق لأنه يريد أن يرزقه الله الشهادة في سبيله.. ولهذا نراه يكتب إلى
أبي عبيدة بن الجراح طالبا إليه إعفاءه من منصبه.ظل سعيد الجندي المحارب
حتى بلغ بضعة وسبعين عاما وعند ذلك آثر القرب من مسجد رسول الله صلى الله
عليه و سلم يصلي فيه جميع أوقاته ويستعيد ذكريات مضت في صحبة النبي
الكريم. كان أهل المدينة يرون فيه نبلا وسموا وقد كان نبيلا حقا يظفر من
الجميع بمنزل حب واحترام. وكان سعيد بن زيد مجاب الدعوة. ادعت "أروى بنت
أوس" أنه ظلمها وجار على أرضها وشكته إلى مروان بن الحكم أمير المدينة.
قال سعيد: { أترونني ظلمتها وقد
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "من ظلم شبرا من أرض طوقه الله
يوم القيامة من سبع أرضين".. ثم اتجه إلى السماء وقال: "اللهم أن كانت
كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها وتجعل قبرها في بئرها". وقد كانت المرأة
ظالمة حقا فاستجاب الله دعاء سعيد فلم تمت حتى ذهب بصرها ووقعت في بئر
دارها فكان قبرها}! (رواه ابو نعمي في الحلية).


تم بحمد الله اسألكم الدعاء لى ولوالدى والمسلمين جميعا
منقوووووووووووول للافاده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رئيسة العصابة
مديرة عصابة أحلى البنات
مديرة عصابة أحلى البنات
رئيسة العصابة


الجنس الجنس : انثى
عدد المشاركات عدد المشاركات : 6573
نقاط نقاط : 11686
تميزك في الردود تميزك في الردود : 117
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 18/07/2010
العمر : 50
الموقع الموقع : باحلى عصابة بنات

شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت   شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت Emptyالثلاثاء 15 مارس 2011, 4:35 pm

تم التثبيت ياقلبي الف شكر موضوع قيم جدا يامشمشه العسل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://isabhaahlabnat.yoo7.com/forum.htm
 
شخصيات اسلاميه ** ارجو التثبيت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لون الاسبوع ......... ارجو التثبيت
» اقرأ القرآن على شاشتك و كأنك تلمسه بيدك ارجو التثبيت
» جدول العبادات فى رمضان ... ارجو التثبيت
» •●اذگــــــار الصبآح والمسـآء ●• <~ اللهم ارفع من رفعتـه في الدنيا والاخره ارجو التثبيت
» لحفظ القرأن بدون نسيان ارجو التثبيت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۩ ۩ °o.O ( ﻋﺻآﺑة ﺂﺣﻟـﮯ ﺑﻧآﭠ ) O.o° ۩ ۩  :: المنتديات الإسلامية :: ۩ ™¶«§»ـ_ـ«§»¶ قسم زاد المسلمـة ¶«§»ـ_ـ«§»¶™۩-
انتقل الى: