سعادتك تحت قدميك
كان يا ما كان في أيام عصرنا الذي أصبح يبحث فيه الإنسان عن السعادة في
كل مكان ويفتش هنا وهناك وهو بائس وحزنان
......كان من هؤلاء الباحثين مزارع يعمل في حقله وذات يوم سمع هذا المزارع أن
بعض الناس يسافرون بحثاً عن الألماس .. والذي يجده منهم يصبح غنياً جداً .. فتحمس
المزارع للفكرة وباع حقله وانطلق باحثاً عن الألماس.
ظل المزارع يبحث عن الألماس طيلة ثلاثة عشرة عاماً ناسياً مهنته وأرضه
وبلده وأهله ونفسه .. ولكن محاولاته باءت بالفشل .. ولم يجد شيئاً حتى أدركه اليأس
ولم يحقق حلمه.. فما كان منه إلا أن ألقى نفسه في البحر ليكون طعاماً للأسماك
غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى حقل صديقنا المزارع بدأ يعمل
بجد ونشاط وإبداع واستمتاع في حقله .. فقام بإقتلاع الأعشاب الضارة .. وقام بغرس
شجيرات جديدة .. وخلال فترة وجيزة أصبح الحقل من أغزر حقول المنطقة إنتاجاً.. وفي
أحد الأيام وبينما هو يعمل في حفرة لغرض ما في حقله.. وجد شيئاً يلمع .. ولما
التقطه فإذا هي قطعة ألماس خام صغيرة .. فتحمس أكثر وبدأ يحفر وينقب فوجد ثانيه
وثالثة.. ويا للمفاجأة فقد أكتشف تحت هذا الحقل كنز من الألماس .
هكذا الأنسان دائما يبحث بعيداً عن سعادته وهي تحت قدميه و لو رضي
واجتهد فيما أتاه الله سبحانه وأبدع وتفنن فيما أولاه الله عز وجل من مسؤوليات لوجد
التوفيق حليفه و خرجت له كنوز إبداعه وإخلاصه ثماراً تغنيه تميزاً وسعادة
.